بات من الواضح مع إقبال السعوديين على المشاركة بكثافة في شبكات التواصل الاجتماعي أن الظواهر السيئة التي كانت تُحارب في بلادهم على الأرض انتقلت مع بعضهم إلى العالم الافتراضي، كما أن حروب التيارات التي كانت تبرز على شكل نقاشات ومناظرات وربما «طقاق بالعقل» في المجالس العامة، وجدت ميادين جديدة في «تويتر» و«فيسبوك» بشكل كسر كل الأطر والقيود حتى الأخلاقية منها في سبيل تحقيق انتصار وهمي لهذا التيار أو ذاك. ويبدو أن «دهاقنة» التيار المتطرف المعادي للبلاد والعباد الذي استخدم طوال سنوات، أساليب الإرهاب والتشويه وتكفير المسلمين كافة، وجد ضآلته للانتقام من محاربيه القدامى من الإعلاميين والمثقفين عبر تزوير حسابات في الشبكات الاجتماعية بأسمائهم ومن ثم السعي لتوريطهم أمنياً، أو تشويه سمعتهم عبر إطلاق مقولات تضعهم في عداء مع الوطن أو المجتمع أو حتى مع الإسلام كدين، وتثير عليهم بالتالي حفيظة المسلمين في أقطار الدنيا كافة، على رغم أن هؤلاء المثقفين والإعلاميين أكثر من عمل وما زال يعمل للحفاظ على صورة دين الرحمة نقية في ظل الأذى الكبير الذي ألحقته بها أفعال الخوارج على مستوى العالم. آخر ما تفتقت عنه أذهان هؤلاء وأتباعهم، لتشويه سمعة الكاتبة السعودية الزميلة «حصة آل الشيخ» التي ظلت طوال سنوات شوكة في حلوق مشوهي سمعة الإسلام بتطرفهم وفتاواهم جعلت جهلة الصحافة والإعلام في العالم الغربي يسخرون من أعظم الأديان وأشرف الأنبياء اعتقاداً منهم بأن مصدرها الإسلام لا جماجم المتطرفين الصدئة. صنع قادة خفافيش الظلام في غفلة من كل رقابة حساباً مزوراً في «تويتر» للكاتبة، ثم تفننوا في صياغة العبارات الكفرية والإلحادية على لسانها، وقاموا بتصوير عباراتهم وإشاعتها بين مستخدمي الانترنت من المسلمين لاستعدائهم على الكاتبة التي اعتادت على التصريح بآرائها في النور، وعلى صفحات الصحف، لا الشوارع الخلفية والغرف المظلمة، وللأسف أن هؤلاء نجحوا في خطتهم لتشويه سمعة الكاتبة خلال فترة بسيطة، قبل أن تكتشف بنفسها المؤامرة التي حيكت ضدها وتصرح بأنها لم تسجل قط في «تويتر» وليس لها علاقة بالحساب المزعوم. من يعرفون قلم الزميلة «حصة آل الشيخ» جيداً من القراء والمتابعين لمقالاتها قد يتعرفون بكل بساطة على «دهاقنة» التطرف المستفيدين من تشويه سمعتها بهذا الشكل، فالمسألة واضحة ولا تحتاج إلى خبراء، لكن السؤال الأهم هو «من التالي بعد حصة»؟ أجزم بأن أولئك الذين تسيطر عليهم شهوة «الانتقام» بالتزوير وتشويه سمعة كل مثقف أو مفكر تدثر بالصدق والضمير وحب الوطن، لن يتوقفوا عند هذا الحد.. وأجزم كذلك بأن الناس حتى الغوغاء منهم باتوا يدركون جيداً أبعاد اللعبة التي يمارسها خفافيش الظلام، ويبقى الرهان على أن الوقت كفيل بتوعية المجتمع ببقية الأساليب التي يتبعها هؤلاء لمحاربة الشرفاء، وكما قال عز من قائل: (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين). [email protected] Hani_AlDhahiry@