ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القمة التشاورية الخليجية التي عُقدت في قصر الدرعية في الرياض أمس. وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي توافدوا إلى الرياض عصر أمس، لحضور اللقاء التشاوري ال14 لأعضاء المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، وبحثوا في ملفات عدة، أبرزها خطط الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، استجابة لمبادرة تقدم بها خادم الحرمين الشريفين في القمة العادية السابقة التي استضافتها الرياض قبل شهور. ودعت البحرين الى تبني منظومة امنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس. وأشارت معلومات إلى أن القمة التشاورية تداولت فكرة اتحاد عدد من دول المجلس الست (السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، عمان، وقطر)، في ظل التهديدات التي تواجهها المنطقة. وبحث وزراء خارجية دول المجلس خلال اجتماع تحضيري أول من أمس تقريراً تضمن الصيغ المحتملة لتحقيق انتقال مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد، بناء على مبادرة خادم الحرمين. وقال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى وصوله أمس: «نشعر بسعادة غامرة ونحن نلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإخوتنا قادة دول مجلس التعاون لنتبادل الرأي والمشورة حول الوضع في دول المجلس، والتطورات على الساحة العربية ودول الجوار الإقليمي وعلى الساحة الدولية». وأضاف: «أن عمق الارتباط والرغبة الأكيدة والثابتة بيننا في تطوير العمل الخليجي المشترك بما يحقق طموحاتنا وآمال وتطلعات شعوبنا، هو تأثير مباشر يساعدنا على مواجهة التحديات والتغلب على العقبات والصعوبات». وأكد أن مواقف دول مجلس التعاون تجاه البحرين ومساندتها «محل اعتزاز وتقدير، وهي مساندة نابعة من مشاعر مشتركة، وآمال وطموحات متشابهة، تجمع قلوبنا دائماً على الخير حرصاً على العمل الخليجي المشترك، ودفعه قدماً إلى الأمام». وأكد ملك البحرين أن الاجتماع التشاوري «يلقي علينا مسؤوليات كبيرة، يساعدنا دائماً في استكشاف آفاق المستقبل الواعد لدولنا وشعوبنا، ونتطلع اليوم إلى ما تعلقت به قلوب شعوبنا في قيام الاتحاد الخليجي، بوصفه محور العمل المشترك، وتعبيراً للمشاركة في الركب الحضاري العالمي، واستجابة للمتغيرات والتحديات التي نمر بها على المستويات الدولية والإقليمية كافة، فإن قيام الاتحاد الخليجي بعد المسيرة المباركة التي مضى عليها أكثر من 30 عاماً، سيزيد من الجسور الممدودة التي نود أن تزداد امتداداً واتساعاً وحيوية بين شعوبنا، مدركين أن التآلف والتعاون والإخاء والسلام هو عنوان اتحادنا، من أجل علاقات أرحب وأقوى نبني بها الأوطان ونحميها، ونؤكد وحدتها التي تنظر إلى الحدود السياسية بين دولنا، بوصفها معابر للإنجاز نحو مزيد من التعاون المشترك». واعتبر رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان ان التحديات الناجمة عن الظروف «الاستثنائية» التي تمر بها المنطقة، تجعل الاتحاد الخليجي أمراً «ملحاً». داعياً الى إقامة منظومة أمنية موحدة لحماية دول الخليج. وأكد أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن «تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الأمن بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية من طريق تبني منظومة امنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استقبل في الرياض أمس(الاثنين) قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركين في اللقاء التشاوري ال14، وهم: نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، ملك البحرين الملك حمد بن عيسى، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد آل سعيد، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وحضر الاستقبال ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ووزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.