استعادت شوارع مدن حاضرة الدمام أمس، جزءاً من زحامها المعتاد، مع عودة موظفي القطاعات الحكومية والأهلية إلى أعمالهم إثر انتهاء إجازة عيد الفطر، التي استمرت زهاء أسبوعين للموظفين الحكوميين، ونحو أسبوع لنظرائهم في الشركات والمؤسسات الأهلية. واستهل غالبية الموظفين العائدين الدوام بحفلات المعايدة، التي تبادل خلالها الموظفون التهاني بالعيد، والأحاديث حول الأماكن التي قضوا فيها العيد. وعلى رغم الاكتظاظ الذي شوهد في بعض الشوارع والطرق، مع عودة أمس، إلا أن الزحام لن يبلغ ذروته إلا بعودة الطلبة إلى مقار الدراسة، سواءً في المدارس أم الجامعات والمعاهد بعد أقل من شهر. إذ يتحول السير في الطرق والشوارع الرئيسة إلى «مهمة شبه مستحيلة»، وبخاصة في الأماكن التي تشهد مشاريع لإنشاء جسور وأنفاق، أو صيانة طرق. ويزداد الوضع سوءاً في أوقات الذروة مع توجه الطلبة والموظفين إلى مقاصدهم صباحاً، وعودتهم إلى منازلهم ظهراً وعصراً. وقال منصور علي، الذي يقطن في القطيف فيما يعمل في مدينة الخبر: «تسير مركبتي في بعض الأماكن التي أمر عليها خلال تنقلاتي اليومية، سير السلحفاة، فبالكاد تتحرك المركبة لأمتار في كل خمس دقائق، بسبب الاكتظاظ، وبخاصة على طريق الدمام – الخبر الساحلي، الذي يشهد أعمال إنشاء متعثرة منذ أعوام». أما سالم المري، الذي يسكن ويعمل في مدينة الدمام، فقال: «على رغم أن سكني وعملي في مدينة واحدة، إلا أن المشوار بينهما قد يستغرق أكثر من 45 دقيقة، وبخاصة في الصباح، حين تتزامن حركة الطلبة مع الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، أما في العودة فالوضع أخف قليلاً، إذ يعود غالبية الطلبة قبل الموظفين، فيما يسبق منسوبو الأجهزة الحكومية نظراءهم العاملين في القطاع الأهلي في العودة، فيكون الوضع أهون نسبياً». وألقى سائقون بالمسؤولية في زحام الطرق والشوارع على أمانة المنطقة الشرقية ووزارة النقل، اللتين تنفذان مشاريع إنشائية في شوارع وطرق «حيوية». فيما حمل آخرون المسؤولية إلى إدارة المرور، التي دعوها إلى تعديل الوضع المروري في بعض الطرق، وتكثيف الوجود الميداني لمنسوبيها، وبخاصة في أوقات الذروة، لافتين إلى أن السيارات المشاركة في الحوادث تغلق الطرق لأوقات طويلة، في انتظار وصول المعنيين بمباشرة الحوادث، ما يخلق «أزمة مرورية».