طهران، إسطنبول، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - وصل الصحافيان التركيان اللذان كانا محتجزين في سورية منذ شهرين السبت إلى طهران حيث سيلتقيان عائلتيهما قبل العودة إلى تركيا، فيما تسلم حرس الحدود الأتراك في محافظة هاتاي اثنين من الإيرانيين المخطوفين من قبل المعارضة السورية تمهيداً لتسليمهم إلى طهران. وذكر المتحدث باسم السفارة الإيرانية في أنقرة عبد الرضا شقاقي أن الإيرانيين شاهمراد نجفي وشاهقلي قلاوند سلما إلى حرس الحدود في محافظة هاتاي التركية الواقعة جنوب تركيا، لافتاً إلى أن الإيرانيين سيتوجهان إلى إيران مساء السبت. وذكرت مصادر أن 18 إيرانياً أطلق سراحهم من قبل المعارضة السورية إلا أن عدداً آخر من الإيرانيين ما زالوا محتجزين لدى هذه المعارضة. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكد أمس الإفراج عن الصحافيين التركيين آدم اوزكوس (43 سنة) وحميد جوسكون (21 سنة) بوساطة إيرانية بعد أن فقدا أثناء تغطيتهما الانتفاضة في سورية قبل شهرين. وقال داود أوغلو: «تحدثت لتوي مع وزير الخارجية الإيراني (علي أكبر) صالحي. الصحافيان التركيان آدم أوزكوس وحميد جوسكون اللذان انقطعت أخبارهما منذ ذهابهما إلى سورية في طريقهما الآن إلى طهران». ووصل الصحافيان التركيان إلى طهران على متن طائرة آتية من دمشق حيث سيلتقيان عائلتيهما في العاصمة الإيرانية قبل العودة إلى تركيا مساء السبت أو اليوم الأحد على متن طائرة استأجرها مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كما أكدت الوكالة. ودخل الصحافي أوزكوس من صحيفة «ملة» وهي صحيفة صغيرة ذات توجه إسلامي والمصور جوسكون سورية في بداية آذار (مارس) لإعداد فيلم وثائقي عن الوضع في هذا البلد المجاور لتركيا. وشوهدا للمرة الأخيرة في التاسع من آذار قرب إدلب (شمال غرب) القريبة من الحدود التركية التي كانت مركزاً لأعمال العنف التي صاحبت الاحتجاجات. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن الشهر الماضي: «في هذه اللحظة ما زال صحافيان تركيان بين أيدي السوريين، في وضع أشبه بأسرى حرب. إنهما صحافيان ولم يطلق سراحهما بعد. على سورية أن ترد على ذلك على الفور». وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت إن القيادة السورية احتفظت بالصحافيين «كرهائن بشرية» حيث أشارت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يعتزم مبادلتهما بالجنرالات السوريين الذين فروا إلى الأراضي السورية. وأوضح الإفراج عن الصحافيين التركيين النفوذ الذي تتمتع به إيران لدى حليفتها سورية التي خسرت صداقة تركيا عندما قمعت الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية التي اندلعت في البلاد قبل عام. وتزايدت الآمال بالإفراج عنهما بعد أن كشف مسؤولون أتراك الخميس أن إيران تتوسط في الأمر. ولم يتضح على الفور من كان يحتجزهما. وتعد إيران من أبرز حلفاء نظام الرئيس الأسد. أما تركيا فقد قطعت الجسور مع حليفها السوري السابق وطالبت برحيل الأسد عن الحكم. كما طلبت أنقرة من آلاف الأتراك المقيمين في سورية مغادرة هذا البلد حيث أسفر القمع وأعمال العنف عن سقوط أكثر من 11 ألف قتيل بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وكانت تركيا أغلقت سفارتها لدى دمشق وأوقفت الرحلات الجوية من سورية وإليها. ويقيم نحو 23 ألف لاجئ سوري في مخيمات في تركيا على حدودها مع سورية، وتشير تقديرات إلى أن ألفين آخرين يقيمون لدى أقارب لهم في تركيا.