بدأت أزمتا «المؤسسة العامة للخطوط الحديد» في «الانفراج». وأكد رئيسها العام المهندس عبد العزيز الحقيل، في تصريح ل «الحياة»، أن «أكثر من 70 في المئة من الأعطال التي وقعت في القطارات الجديدة قد تم حلها». فيما لفت إلى أن مشكلة تكدس الحاويات في الميناء الجاف في الرياض «في طريقها إلى المعالجة». يأتي ذلك بعد أسبوع من تعليق «سكة الحديد»، الحجوزات على القطارات الجديدة، التي بلغت كلفتها 612 مليون ريال، وإعلانها تكدس الحاويات في الميناء الجاف. وأوضح الحقيل، أمس، أن المؤسسة «استقبلت «30 خبيراً، قدموا (من شركة «كاف» الأسبانية) من أجل حل هذه المشكلة»، متوقعاً أنه «خلال مدة قريبة، سيتم حل جميع الإشكالات التي وقعت» في إشارة إلى الأعطال التي ظهرت على قطارين من أصل أربعة استوردتها المؤسسة من الشركة الأسبانية، فيما كان يفترض أن تصل الأربعة الأخرى في وقت لاحق. وأكد أن الشركة المصنعة «ستقوم بتجربة القطارات، بعد التأكد من حل جميع إشكالاتها القديمة، وذلك عبر قيامها برحلات من دون ركاب، ذهاباً وإياباً، لمدة أسبوعين، بين محطتي الدماموالرياض، بهدف الوصول إلى قناعة بأن القطارات جاهزة للعودة إلى نطاق التشغيل مرة أخرى». ولفت إلى أن غالبية الأعطال ال11 التي رُصدت خلال الفترة الماضية كانت «أعطال تقنية، مُتعلقة بالبرمجة، ما أثر بشكل مباشر، على أداء القطارات، وتسبب في ارتفاع درجة حرارة المحرك، والتأثير على أنظمة الفرامل، والتحكم في الموّلد، والسحب، كما أدى إلى انخفاض مستوى تكييف الهواء». فيما أكدت «الخطوط الحديد» في بيان أصدرته أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه)، أن المؤسسة «تضع ضمن أولويات عملها سلامة المسافرين وراحتهم. وتؤكد سعيها الدائم للارتقاء بمستوى خدماتها، إلى المستوى الذي يحقق رضا العملاء، وفق معايير عالية الجودة والأداء»، وذكرت المؤسسة أنها «لم تتسلم القطارات الجديدة بشكل رسمي، وأنها ما زالت في عهدة الشركة المُصنعة، إذ ينص العقد على قيام الشركة بتشغيل القطارات لمدة عام كامل من تاريخ التشغيل الفعلي لها». وعلى صعيد مشكلة تكدس الحاويات في الميناء الجاف في الرياض، أوضح الحقيل، في تصريحه إلى «الحياة»، أن السبب يعود إلى «انتقال عقد التشغيل إلى مقاول جديد، وسحب العمالة السابقة المُدربة، التي كانت تقوم بتشغيل الميناء منذ بداية تأسيسه، من دون تنسيق مُسبق بينها وبين المقاول الجديد، ما أوقعنا في مشكلة طارئة»، مضيفاً أن «المشكلة في طريقها للحل، إذ خرجت اليوم (أمس) مجموعة كبيرة من الحاويات من الميناء، بعد أن تمت معرفة أماكن الرفع والتنزيل»، مشدداً على «معاودة النظام للعمل من جديد». وكانت القطارات الجديدة، التي انطلقت مطلع شهر نسيان (أبريل) الماضي، والتي تقدر كلفتها بنحو 612 مليون ريال، شهدت يوم الأربعاء الماضي، توقفاً مفاجئاً في الرحلة الثالثة المتجهة من الدمام إلى الهفوف، ما أدى إلى حدوث إرباك في مواعيد الرحلات الأخرى، وأجبر هذا العطل المسافرين، الذين يقدر عددهم ب141 راكباً، على التوقف مدة طويلة، بانتظار الرحلة الأولى المتجهة إلى الرياض، كي تقلهم، ما تسبب في تعطل الرحلة الأولى، ووصولها إلى الرياض متأخرة عن موعدها نحو ثلاث ساعات. وعزا الناطق الإعلامي في المؤسسة محمد أبو زيد، حينها هذا التوقف، إلى «عطل مفاجئ في محركات القطار، أدى إلى تعطل أجهزة التكييف». وبعد ساعات قليلة، صدر بيان من المؤسسة، يفيد أن المؤسسة «قامت بتعليق الحجوزات حتى تتم برمجة مكونات القطار، لتناسب أجواء المملكة». و بالتزامن مع هذه الأزمة، التي واجهت «سكة الحديد» وقعت أزمة أخرى، ولكن هذه المرة في الميناء الجاف في الرياض، إذ شهد تكدساً كبيراً للحاويات. وبدأت هذه الأزمة عندما تم إلغاء عقد المقاول القديم، بعد أن تم طرح مناقصة إدارة وتشغيل الميناء الجاف، في منافسة عامة، تقدمت لها شركات عالمية، وتم تأهيل بعض تلك الشركات فنياً، لتشغيل الميناء بأسلوب التأجير، والمشاركة في العائد، لمدة 10 سنوات، أسوة بما هو معمول به في الموانئ السعودية. ولكن وقع ما لم يكن في حسبان المؤسسة، إذ رفض المقاول القديم التنازل عن العمالة الموجودة في المشروع. كما رفض تأجير المعدات لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، ما يساهم في الانتقال «السلس» للالتزامات وضمان «انسيابية» العمل، وتجنباً لأي علميات إرباك؛ كلفت المؤسسة، فريق عمل من عدد من قياداتها، بالتواجد المستمر في الميناء الجاف في الرياض، ومتابعة سير العمل على مدار الساعة، لحين عودة الوضع إلى ما كان عليه في السابق. كما وجّه المقاول الجديد بتوقيع عقداً مع إحدى الشركات المتخصصة، لمساعدته في بعض الأعمال الخاصة بالموانئ.