في مجلد ضخم وأنيق قدم منتدى الاعلام العربي في دبي تقريره الذي يغطي الأعوام 2011 – 2015 تحت عنوان «الاعلام العربي: الانكشاف والحلول». لا يفوّت التقرير هنا أن يلاحظ عمل محطة «سكاي نيوز» العربية التي انطلقت من ابو ظبي قبل أيام. يفهم بالطبع أن هذه المحطة الوليدة، ربما تشكل «ثورة ثانية» في البث الفضائي العربي الذي بدأ يتراخى أخيراً في مواجهة مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما أثبتته ثورات ما يسمى ب «الربيع العربي»، لا بل إن المنتدى قدم ورشات عمل لافتة في اليوم الأول حملت عناوين مهمة مثل «نجوم تويتر... صدى التغريدات»، فيما بدا في المقابل أن الإعلام العربي، كان وما زال يعيش صدمة التغيرات الجذرية التي تعصف بالمنطقة على رغم مساهمته الفعالة فيها. في التجربة الجديدة التي تقبل عليها محطة «سكاي نيوز عربية» من المفترض كما يبدو أن تكون علامة فارقة في المرحلة المقبلة، ففيما أصدرت «سكاي نيوز» الأم في المملكة المتحدة قراراً جديداً يتماشى مع سياستها في شباط (فبراير) 2012، والذي تضمن منعها لصحافييها من اعادة التغريدات الواردة من غير «سكاي»، حذرت وكالة «اسوشييتد برس» العاملين فيها في الوقت ذاته بسبب استخدامهم ل «تويتر» كمنصة لنشر الأخبار العاجلة. يرى التقرير أن مؤسسات إخبارية عريقة تغامر هنا إن هي أمعنت في تطبيق سياسات من هذا النوع، فهي ستتخلف عن الركب على المدى الطويل في حين يتزايد الاهتمام بالموقع كمصدر مهم وقيّم للمعلومة بالنسبة إلى جمهور يتزايد في تعطشه اليها، في حين تبدو خيارات المؤسسات التي تعتمده في تغطياتها أكثر تنوعاً وغنى لأنها تعتمد أيضاً على شبكة من الصحافيين الخارجيين من أجل اعادة نشر تغريداتها. وبما يخص «سكاي نيوز» العربية يبدو أنها – كما يلاحظ التقرير - تضع سياسة بعيدة كل البعد من «سكاي نيوز» الانكليزية، فهي ستعتمد على استراتيجية قوية متعددة المنصات، بما في ذلك الاستخدام المكثف ل «تويتر» كمنصة للأخبار العاجلة مع فرص لا تقدر بثمن لإعادة تغريد مصادر أخرى. والخبراء يقولون هنا في معرض تقويمهم لهذه السياسة الذكية إن هذه المنصة ستكون فرصة سانحة للمساعدة في دفع التدفق عبر موقعها الالكتروني. ربما تأتي «سكاي نيوز» عربية في اللحظة التي انكشفت فيها بعض عورات الإعلام العربي الجديد في هذه الفترة المهمة والخطيرة من تاريخ المنطقة. وربما يكون الأمر أبعد من مجرد اعادة تقويم لتغريدات صادرة عن صحافيين من خارج مؤسسات بهذا الحجم. لكن الأكيد، أن الوليد الجديد ربما يغير من ملامح هذا الإعلام العربي في هذه المرحلة بالذات، بعد أن أوقعه «الربيع العربي» في مأزق لم يعد ممكناً تجاوزه من دون اللجوء إلى تغريدات من خارج السرب الواحد.