تنقلت حنان الحربي في عدد من الوظائف لتجد نفسها أخيراً في مجال صناعة السجاد، إذ عملت في صقل هوايتها في تلك الصناعة عن طريق أخذ دورات تدريبية تؤهلها لهذا العمل، وبعد فترة وجيزة حصلت الحربي على وظيفة كمنتجة ضمن برنامج عمل المرأة من المنزل. وقالت: «استطعت من خلال تلك الهواية أن أكون سيدة لعملي ومنتجة في الوقت ذاته دون القيود التي تفرض في بيئات العمل المعتادة، إذ إن العمل المهني فيه متعة مختلفة عن الأعمال النمطية». وأضافت: «إن عملي من المنزل جعلني أتخطى مشكلة المواصلات التي كانت تمثل إشكالية كبرى لي في الوظائف التي عملت فيها مسبقاً». وتتفق معها سلوى الجهني والتي تعمل هي الأخرى في برنامج عمل المرأة من المنزل بقولها: «إن العمل من المنزل فيه العديد من الإيجابيات والتي من أبرزها عدم اضطرار المرأة للخروج من منزلها وهذا يساعدها بشكل كبير في عملية التوافق بين عملها ومسؤوليتها العائلية تجاه زوجها وأولادها». مشيرة إلى أن العمل في المجال المهني يعطي المرأة مساحة كبيرة للإبداع وتطوير قدراتها خصوصاً وأنه يتطلب عملية التعلم المستمر من خلال متابعة التطورات في هذه الصناعة». وترى أن الإشكالية في عمل المرأة من منزلها يكمن في عدم قدرتها على تسويق منتجاتها، وهذا الإشكالية غير متواجدة في هذا البرنامج الذي تحرص إدارته على فتح قنوات تسويقية لمنسوباته. وهذا ما أكدته مديرة التسويق ببرنامج عمل المرأة من المنزل والتابع لأكاديمية نفيسة بجدة، غادة بفلح بقولها: «إن البرنامج راعى إشكالية التسويق بالنسبة للعاملات من منزلهن، إذ نعمل في قسم التسويق على تسويق منتجاتهن من خلال عقود تسويقية تضمن لهولاء النسوة دخلاً مضموناً ودائماً على مدار العام». وأضافت: «إن التوجه الحكومي بأن تكون الهدايا المقدمة للضيوف والزوار من إنتاج سعودي تراثي أسهم في إقبال عدد كبير من الجهات الحكومية وشركات الحج والعمرة على شراء منتجات السيدات اللائي ينتمين للبرنامج». من جانبها، أشارت المديرة العامة لأكاديمية نفيسة، جواهر الزهراني إلى أن برنامج عمل المرأة من المنزل يهدف إلى توظيف الطاقات الإنتاجية للحرفيات السعوديات وتتيح لهن فرص العمل من منزلهن الأمر الذي أسهم في خلق توازن بين عملها ودورها الأسري». مشيرة إلى أن البرنامج يعمل وفق استراتيجية تكاملية بين الأنشطة التدريبية والإنتاجية والتسويقية والتي تبدأ بالتدريب لضمان إكساب الفتيات المهارة اللازمة للعمل اليدوي وإجادة الحرفة بإتقان قبل التحاقهن بخطوط الإنتاج للبرنامج. وأوضحت أن دور العاملة في البرنامج تقتصر على حياكة السجاد إذ يتم تسليمها المواد الخام الخاصة بالصناعة على أن يتم تسلم المنتج للأكاديمية بعد إنتاجه، وقالت: «تحصل العاملة في البرنامج على راتب شهري وقدره 3 آلاف ريال بحد أدنى يمكن أن يزيد في حال نفدت جميع منتجاتها». ونوهت إلى أن عدد الملتحقات بالبرنامج يبلغ 200 عاملة حتى الآن ينتجن ما يقارب 10 آلاف سجادة شهرياً.