أعاد إعلان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) أمس، إحباط مخطط جديد لتفجير انتحاري على متن طائرة تجارية، باستخدام عبوة تخبأ في ملابس داخلية، تسليط الضوء على أخطار «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، تحديداً اليمن، حيث أعدَت الخطة. وبثت قناة «اي بي سي» الاميركية امس ان عميلا متخفيا افشل المخطط، بعدما تمكن من اخراج العبوة الناسفة المعدة لهذا الغرض من اليمن، وسلمها الى عاملين في «سي آي ايه». وقالت القناة ان العميل تمكن من الخروج «من دون مشاكل من اليمن» مع القنبلة حيث سلمها لضباط مسؤولين عنه. واضافت انه «كان يعمل سرا لحساب سي آي ايه ووكالات استخبارات اخرى»، لكنها لم تكشف جنسيته. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المؤامرة بأنها «تأكيد لاستمرار محاولة متطرفين إسلاميين استخدام وسائل إرهاب جديدة لقتل أبرياء، ما يحتم ضرورة تيقظنا في بلادنا والخارج لحماية أمتنا وحماية البلدان الصديقة وشعوبها». وباشرت السلطات الأميركية فحص العبوة التي أكدت العثور عليها خارج الطائرة المستهدفة، والتي كانت ستنطلق من بلد في الشرق الأوسط. وكشفت معلومات المعاينة الأولية للخبراء، تشابه العبوة مع تلك التي استخدمها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، في محاولته الفاشلة لتفجير طائرة أميركية فوق ديترويت في عيد الميلاد العام 2009، ما يشير الى وقوف خبير المتفجرات في التنظيم، السعودي إبراهيم حسن العسيري خلف صنعها، بعد إخضاعها لتطويرات. وأكد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) أن المخطط هدف الى تكرار الاعتداء الفاشل العام 2009، معلناً إحباطه في مراحله الأولى «خلال محاولة نقل المتفجرات الى خارج اليمن، وقبل حجز تذاكر الطائرة أو تحديد الأهداف»، بخلاف ما حصل في عملية عبد المطلب الذي نجح في الصعود على متن طائرة، لكنه أخفق في تفجير العبوة. وفي مؤشر الى محاولة «القاعدة» تطوير أساليب اعتداءاتها وضمان تخطيها نقاط التفتيش الأمني في المطارات، أكد المسؤولون الأميركيون أن «العبوة لم تكن معدنية. لذا، كان سيصعب العثور عليها في المطار باستخدام معدات التفتيش الحالية». وطلب الكونغرس توضيحات من الإدارة حول العملية، وطمأن البيت الأبيض النواب الى «عدم وجود خطر على المواطنين»، مشيراً الى اعتقال متورطين في مكان لم يحدده. وصرحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن بأن «الرئيس باراك أوباما تلقى تأكيدات الشهر الماضي بعدم تهديد العبوة المدنيين. لكن ذلك لم يمنعه من مطالبة وزارة الأمن الداخلي وقوات الأمن وأجهزة الاستخبارات باتخاذ التدابير الضرورية للحماية من اعتداءات مماثل».