قال مسؤولون صوماليون الأربعاء إن ضباط أمن اعتقلوا شابا صوماليا كان يحاول ركوب طائرة متجهة إلى دبي في نوفمبر الماضي في مطار بالعاصمة الصومالية مقديشو ومعه مسحوق أبيض مريب ومادة سائلة ومحاقن. وأضافوا أنهم ظنوا في البداية أن المواد الكيماوية كانت معدة للاستخدام فيما يعرف بخطة "الدولار الأسود" التي يقنع فيها محتالون الناس بأن في مقدورهم تحويل أوراق سوداء إلى دولارات أمريكية باستخدام مواد كيماوية. ولكن المحاولة التي جرى إحباطها لتفجير طائرة كانت متجهة إلى ديترويت في الولاياتالمتحدة يوم 25 من ديسمبر الماضي على أيدي نيجيري يقول إنه تلقى تدريبا على يد القاعدة أثارت الشكوك في أنه ربما كانت لدى الشاب الصومالي أهداف مماثلة. وقال أحمد علي أفتوجي قائد الشرطة في مطار مقديشو لرويترز "ظننا قبل ذلك أن هذه (المواد الكيماوية) كانت لغسل الأموال التي ضبطناها معه. لكن الحادث في ديترويت يظهر تشابها في المواد الكيماوية." ومضى يقول إن الشاب الصومالي "كان يحمل محاقن فارغة ومادة سائلة ومسحوقا منفصلة في الحقيبة نفسها." وقال عبد الله محمد علي وزير الأمن الصومالي وباريجي باهوكو المتحدث باسم قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال وضابط كبير في جهاز الأمن القومي لرويترز جميعا إنه جرى احتجاز رجل يحمل مواد كيماوية مريبة في المطار. وقال علي لرويترز إنهم تأكدوا من أن المواد الكيماوية كانت متفجرات ولم تكن من أجل خطة الأموال كما ظنوا في البداية. ويعتقد أن المشتبه فيه محتجز في الصومال. وقال مسؤولون في المطار إن الطائرة التجارية التي حاول الصومالي ركوبها يوم 13 من نوفمبرالماضي كانت متجهة إلى دبي بعد أن تتوقف في جمهورية أرض الصومال -وهي جيب منشق عن الصومال- وفي جيبوتي. وقال أفتوجي إن شكوكا ساورته في أن الرجل كان يعتزم مهاجمة تلك الطائرة حيث أن معظم ركابها كانوا في طريقهم لأداء مناسك الحج ولم يكن على متنها مسؤولون مهمون عندما غادرت الصومال. من جانب آخر ردّ البيت الأبيض على انتقادات الجمهوريين، الذين يتهمون إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقيام برد فعل ضعيف تجاه محاولة تفجير طائرة فوق الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي، وخص بالرد نائب الرئيس السابق ديك تشيني الذي اتهمه بالتركيز على انتقاد الإدارة بدل إدانة المهاجمين. وكتب مدير الاتصالات دان فايفر في مدونة البيت الأبيض أن تشيني كان بعيداً عن الواقع في قوله إن الرئيس أوباما "يحتاج ان يدرك أننا في حرب"، لافتاً إلى أن أحداً لا يدرك هذا الواقع القاسي أكثر من الرئيس أوباما. واتهم تشيني أوباما بأن ردة فعله على محاولة الهجوم الإرهابي الفاشلة كانت ضعيفة و"لم يعترف أننا في حرب". ورد فايفر "يظهر ذلك أن نائب الرئيس تشيني وغيره يركزون أكثر على انتقاد الإدارة بدل إدانة المهاجمين"، وأضاف "للأسف، الكثيرون متورطون في اللعبة التقليدية في واشنطن حول توجيه الاتهامات بدل العمل معاً من أجل التوصل إلى حلول لجعل بلدنا أكثر أمناً". من جانبها حاولت اجهزة الاستخبارات الاميركية الرد على انتقادات الرئيس باراك اوباما بسبب الفشل "غير المقبول" في التدابير الامنية بعد محاولة الاعتداء على طائرة اميركية بينما تم تعزيز الاجراءات الامنية في عدد من المطارات الدولية. وغداة خطاب اوباما الذي قال ان "اخفاق اجراءات" وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) "غير مقبول اطلاقا"، دافعت الوكالة الاميركية عن نفسها بالقول انها نشرت بشكل كاف المعلومات التي قدمها قبل محاولة الهجوم والد منفذه عمر فاروق عبد المطلب الى السفارة الاميركية في نيجيريا. وقال الناطق بول جيميليانو "عملنا مع السفارة الاميركية لنتأكد من انه كان ضمن قاعدة البيانات الحكومية للاشخاص المشتبه بانهم على صلة بالارهاب ومن انه تمت الاشارة الى ارتباطات ممكنة له مع متطرفين في اليمن". واضاف "ارسلنا ايضا معلومات اساسية حول سيرته الى المركز الوطني لمكافحة الارهاب" وهو الوكالة الحكومية التي تنسق نشاطات الاستخبارات الاميركية. وقال مسؤول في الاستخبارات الاميركية لوكالة فرانس برس ان اللقاء مع والد المشبوه لا يتضمن اي "عنصر اساسي" كان يمكن ان يسمح بادراج اسم الشاب على لائحة تضم حوالى اربعة آلاف شخص ممنوعين من السفر الى الولاياتالمتحدة. واوضح ان الرجل كان "يبحث عن خيط يقوده الى ابنه" الذي كان حتى ذلك الحين غير معروف من قبل الاجهزة الاميركية. واكد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان السفارة الاميركية في لندن منحت عبد المطلب تأشيرة دخول سياحة مدتها سنتان في 2008. واضاف ان وزارة الخارجية لا يمكنها الغاء التأشيرة بسبب مخاوف بشأن امن الولاياتالمتحدة. وفي الواقع كانت الاستخبارات الاميركية تعرف ان القاعدة التي تبنت محاولة الاعتداء تعد "مفاجأة لعيد الميلاد" لكنها لم تكن قادرة على التكهن بنوعية هذا العمل بالتحديد، حسبما ذكر احد رجال الاستخبارات لشبكة سي بي اس الاربعاء. واضاف ان "المشكلة هي ان المركز الوطني لمكافحة الارهاب "يتلقى ثمانية آلاف رسالة يوميا". من جهتها، قالت وزير الامن الداخلي الاميركية جانيت نابوليتانو انه "بدأت اعادة النظر في لوائح مراقبة الارهابيين المحتملين واجراءات التفتيش"، مؤكدة ان واشنطن "مصممة على كشف الثغرات ومعالجتها". ورأت ان هذاالهجوم يدل على "قدرة الارهابيين على بذل جهود كبرى للافلات من الاجراءات الامنية التي فرضت منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001".