سوفا - أ ف ب - اضطر جيو فاكالولوما (13 سنة) لترك المدرسة السنة الماضية ليؤمن المال لعائلته المحتاجة، وتوجه إلى أحد الأعمال القليلة المتوافرة في جزر فيجي، وهو بيع جوز الهند في الشوارع، إذ إن ثلث سكان فيجي يعيشون تحت خط الفقر في ظروف لا تمت إلى الشواطئ الشاسعة والبحر الأزرق والصورة السياحية عموماً بصلة. وكل صباح، يتسلق المراهق النحيل جذوع أشجار جوز الهند في العاصمة سوفا ويقطف ثمار جوز الهند التي يلتقطها أصدقاؤه الواقفون عند أسفل الشجرة. ويقول جيو: «من الجيد أنني أستطيع توفير المال لعائلتي كي تتمكن من شراء الطعام». وانضم جيو إلى مجموعة من 12 مراهقاً يبيعون سائقي السيارات جوز الهند على طول طريق في ضاحية رايواكا. وتباع ثمار جوز الهند الطازجة كعصير، فيقطع البائع رأس الثمرة ويضع في داخلها قشة. ويعتبر تسلق أشجار جوز الهند اختبار تحمل ومرونة بالنسبة إلى شباب فيجي، نظراً إلى أنه صعب لا بل خطر. وتنبت أشجار جوز الهند بكثرة في أنحاء جزر فيجي الواقعة في المحيط الهادئ الجنوبي والتي تضم 840 ألف نسمة. وأصبحت مصدر دخل لكثير من البائعين الصغار في بلد يعاني ركوداً بعد سنوات من الديكتاتورية العسكرية. ويجني رئيس مجموعة الباعة الصغار بن تيكو بين 40 و60 دولاراً محلياً يومياً (بين 17 و25 يورو). وقال الشاب البالغ من العمر 22 سنة: «العمل جيد. كان الناس يفضلون المشروبات الغازية، لكنهم بدأوا يحبون جوز الهند لأنه صحي أكثر». وتحرص الشرطة على إبقاء مسافة كيلومتر واحد بين البائع والآخر بغية تفادي النزاعات. يبدأ يوم العمل عند الساعة السادسة صباحاً حين يملأ المراهقون أكياس الخيش بأكبر عدد ممكن من ثمار جوز الهند استعداداً لبيعها. وتلجأ الفنادق الفخمة أيضاً إلى خدمات المراهقين كي يقطفوا ثمار جوز الهند في حرمها، حرصاً على ألا تقع على رؤوس الزبائن. لكن هذا العمل محفوف بالأخطار. ويقول بن تيكو: «وقعت وأصبت بجرح. أحياناً، نكسر ذراعاً أو ساقاً. المهم ألا نقع على رؤوسنا». لكن هذا العمل هو من الأعمال القليلة المتوافرة في فيجي. ويشرح أوسايا كوروي (18 سنة)، المعروف بأنه أفضل متسلق للأشجار في رايواكا، أنه ينبغي وضع كل قدم على جهة من الجذع واستعمال الساقين لا الذراعين للصعود. ويتمنى كوروي أن يعود يوماً ما إلى المدرسة ويمارس مهنة ثابتة. ويقول: «لو كنت أملك المال، لذهبت إلى المدرسة، ولما فعلت هذا (أي قطف جوز الهند) إلا في أوقات فراغي». وهو يدخر المال ما استطاع، كي يتمكن يوماً ما من تحقيق حلمه لأن «لا شيء سهل في هذا العالم»، وفق تعبيره.