طهران، نيودلهي، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - حضّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الهند أمس، على أن تخفض في شكل أكبر وارداتها من نفط ايران التي رأت في ذلك «حرباً نفسية»، محذرة إدارة الرئيس باراك أوباما من «مصير» الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. في غضون ذلك، أعلن قائد «الحرس الثوري» في طهران الجنرال محسن كاظميني ان «قوات الحرس أحبطت عمليات انتحارية وتفجيرية في أماكن حساسة في العاصمة، خلال احتفالات عيد النوروز»، أي رأس السنة الإيرانية التي بدأت في آذار (مارس) الماضي. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «نعتقد بأن الهند تدرك أهمية محاولة استخدام الديبلوماسية لتسوية التهديدات الصعبة، وبأنها تعمل من دون شك على خفض وارداتها من النفط الإيراني، ونرحب بالتدابير التي اتخذتها حتى الآن، ونأمل بمزيد». وأضافت خلال منتدى في كلكوتا شرق الهند: «نعتقد بأن ايران لن تسوي ذلك سلماً، اذا لم تتواصل الضغوط. ونحتاج الهند لتشكّل جزءاً من هذا الجهد الدولي». وشددت على ان ثمة موارد «كافية» من النفط في السوق، لتعويض الواردات الإيرانية، مشيرة الى أن الولاياتالمتحدة ستتخذ «خلال نحو شهرين»، قراراً في شأن إمكان إعفاء الهند من العقوبات الأميركية، اذ ستعتبر أنها تبذل جهوداً لخفض وارداتها من نفط ايران، وهي أبرز مورّد للخام للهند. وكانت الهند رفضت العقوبات الغربية على طهران، لكنها ضغطت على شركات تكرير محلية لخفض وارداتها من النفط الإيراني. واعتبرت كلينتون أن ايران يمكن ان تسبب «مشاكل» للهند، وزادت في اشارة الى النظام الإيراني: «له تاريخ مشهود بالسلوك العدائي، وأعتقد بأن تقديم تنازلات ليس السبيل للتفاوض معه. اسرائيل قلقة جداً من ان يتخذ قائد مستقبلي (ايراني) قرار استخدام (سلاح نووي)، لذلك اذا تمكنت ايران من امتلاك هذا السلاح، سيكون ذلك كارثياً». في المقابل، اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهامن برست ان «مطالبة الولاياتالمتحدة الهند بخفض شرائها نفطاً من ايران، يأتي في اطار ضغط عليها وحرب نفسية، قبل محادثات بغداد» بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، والمقررة في 23 من الشهر الجاري. وحذر «الإدارة الأميركية من ان مواصلتها سياساتها الخاطئة إزاء المنطقة، سيجعلها تواجه مصير ادارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي». «خطوات عملية» في فيينا، قال المبعوث الأميركي روبرت وود أمام مؤتمر نووي دولي في فيينا، تشارك فيه إيران: «ما زلنا قلقين بسبب فشل إيران المستمر في الوفاء بالتزاماتها بمنع الانتشار، ونسعى الى عملية مستدامة تسفر عن نتائج ملموسة». ودعا «إيران الى اتخاذ خطوات عملية عاجلة، تبني الثقة وتؤدي إلى وفائها بكل التزاماتها الدولية». كما حضّ الاتحاد الأوروبي إيران على «تجميد» تخصيب اليورانيوم. على صعيد آخر، نفت الحكومة الإيرانية إعلان رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أنها تسعى الى زيادة سعر البنزين ثلاث مرات، وزيادة سعر الغاز الطبيعي مرتين، في إطار المرحلة الثانية من خطة رفع الدعم عن سلع أساسية. وورد في بيان أصدره مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد إن كلام لاريجاني في هذا الشأن «لا أساس له»، مؤكداً أن «الحكومة ستواصل عرض كل المعلومات الضرورية في شكل مباشر على الشعب». الى ذلك، عفا مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي عن محمد شريف ملك زاده، وهو مساعد لنجاد كان اعتُقل عام 2011 اذ اتُهم بالفساد. وكان ملك زاده استقال آنذاك من منصب نائب وزير الخارجية، بعد تهديد نواب بعزل الوزير علي أكبر صالحي. وسُجن ملك زاده، لكنه عُيّن أخيراً مستشاراً لنجاد.