طهران، أنقرة، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت إيران امس، أن رفض الاتحاد الأوروبي دعوتها لزيارة منشآتها النووية، لن يؤثر على جولة المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها الذري، والمقررة في إسطنبول في 21 و22 من الشهر الجاري، فيما رحّبت موسكو بالفكرة، معربة في الوقت ذاته عن «تساؤلات» في شأنها. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «الجانبان اتفقا على عقد المحادثات في 21 و22 كانون الثاني (يناير)، والمفاوضات ستتناول نقاطاً مشتركة وافق عليها الجانبان للتعاون». في أنقرة، أعلنت الخارجية التركية أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون ستزور إسطنبول غداً الخميس، للإعداد للقاء مع إيران. وأشارت الخارجية إلى أن أشتون ستلتقي خلال زيارتها وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو. في غضون ذلك، يتوجه علي باقري نائب سعيد جليلي أبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، إلى بكين اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين. واعتبر مهمان برست دعوة إيران دولاً لزيارة منشآتها الذرية، «إجراءً فريداً يعكس شفافية النشاطات النووية الإيرانية». وحضّ الدول المدعوّة على الاستجابة لها، بوصفها «إجراءً إيجابياً لبناء الثقة». وقال: «المفاوضات مستقلة تماماً عن مسائل مشابهة (الدعوة لزيارة المنشآت الذرية الإيرانية). قلنا إنها ستُعقد في إسطنبول، لإيجاد قواعد مشتركة للتعاون، وأي تحرك إيجابي في شأن تعاوننا مع منظمات دولية، في ما يتصل بعملياتنا النووية، مسألة مختلفة تماماً». في موسكو، أعلن سيرغي ريابوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده تلقت الدعوة الإيرانية «باهتمام، ونعتقد أن الجانب الإيراني برهن بذلك استعداده لإجراء حوار محدد في شأن قضايا مهمة». وقال: «لكن لدينا تساؤلات ورغبات خاصة في هذا الشأن. وكل هذه التساؤلات تُناقش، بما في ذلك مع شركائنا الإيرانيين». وأضاف: «نعتقد أن في نهاية المطاف، سيتم التوصل إلى تسوية فُضلى، تتيح إجراء تلك الزيارة، لمصلحة تبديد قلق المجتمع الدولي في شأن البرنامج النووي الإيراني». واستثنت إيرانالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، من دعوتها إلى روسيا والصين وهنغاريا بوصفها الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ومجموعة دول عدم الانحياز في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول أعضاء في الجامعة العربية في المجلس، إضافة إلى مصر وكوبا، لزيارة منشآة تخصيب اليورانيوم في ناتانز ومصنع آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة. في غضون ذلك، انتقد مهمان برست اتهام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران ب «قرع طبول الحرب»، ودعوتها دول الخليج إلى التشدد في تطبيق العقوبات المفروضة عليها. وقال: «زيارات مسؤولين أميركيين للمنطقة، لتشديد العقوبات على الأمة الإيرانية، لن تعطي النتائج المرجوة». واتهم الولاياتالمتحدة بالسعي «إلى انقسام دول الخليج»، مؤكداً أن «دول المنطقة تحظى بوعي كبير ولن تسمح بتدخل القوى الاستعمارية في شؤونها». في واشنطن، أكد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي تصميم بلديهما على ضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً. وقال أوباما خلال لقائه ساركوزي: «لدينا تصميم مشترك على عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً». إلى ذلك، نفت طهران اعتقال الأميركية حال تالايان على حدودها مع أرمينيا وأذربيجان، بعد إعلان مسؤول إيراني توقيف «جاسوسة أميركية». وقال مهمان برست: «منذ البداية، هذه الأميركية لم تكن في إيران. المعلومات المنشورة (في شأن اعتقالها)، لم تكن مهمة ولا معنى لها، لذلك لم يكن هناك تعليق رسمي في شأنها. المشكلة سُوّيت في مستوى حرس الحدود، القضية انتهت». وفي واشنطن، أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن ديبلوماسيين أميركيين اتصلوا بالمرأة هاتفياً في تركيا. وقال: «إنها سالمة ولم تطلب أي مساعدة إضافية منا. من جهتنا، ملف القضية أُغلق». وأشار إلى انه لم يحصل من المرأة على إذن بكشف اسمها.