تناول تقرير نفط الهلال الأسبوعي (الأسبوع المنتهي 16 تموز/يوليو) مشاريع مد شبكات أنابيب لنقل النفط والغاز في العالم، وأفاد بأن «التحركات المتسارعة التي سجلتها أسواق الطاقة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، أفرزت عوامل أدت في مجملها إلى ازدياد الطلب على مشتقات الطاقة لدى الدول كافة، نتيجة نمو ملحوظ للاقتصاد العالمي في المجالات كلها. ولعب ارتفاع الطلب على النفط والغاز دوراً كبيراً في تطوير الصناعة المساندة لهذا القطاع الحيوي، في تفاصيله المختلفة وفي مقدمها صناعة أنابيب النفط والغاز، التي أصبحت تنتشر عبر شبكات دولية عابرة للحدود والقارات من حقول الإنتاج والمصافي إلى نقاط الاستهلاك لدى الدول». وتوقع التقرير «بحسب تقديرات مراقبي هذه الصناعة أن يتجاوز الإنفاق 400 بليون دولار على خطوط أنابيب النفط والغاز في العالم ويتجاوز الطول الإجمالي لهذه الشبكات 200 ألف كيلومتر لغاية عام 2015، من دون أن تكون لعوامل العرض والطلب وتراجع مستويات الطلب العالمي نتيجة الأزمة الحالية، تأثيرات في اتساع الشبكة، لأن الطلب على الغاز لا يزال قوياً اعتماداً على عدم كفاية المعروض للمستهلكين، إضافة إلى بقاء أسعاره أفضل من أسعار النفط بالنسبة إلى المستوردين، مع الأخذ في الاعتبار أهمية خطوط الأنابيب للدول المنتجة أيضاً تبعاً لضرورات تأمين الإمدادات وتقليص التكاليف والحفاظ على حصص منافسة على المدى الطويل في الأسواق». واعتبر أن «التوسع الكبير والمستمر في شبكات نقل النفط والغاز مؤخراً، يأتي نتيجةً لضغط قوي يواجهه قطاع الطاقة في تطوير سبل نقل منتجات النفط من الذي يُعتبر من أكثر المراحل تعقيداً وأكثرها خطراً، نظراً إلى طبيعة المادة التي تتسم بقابليتها للالتهاب السريع، ما يستدعي الحرص الشديد على كيفية إيصالها وتأمين سلامة وصولها بالسرعة الممكنة وبأفضل الوسائل وأقلها تكلفة لضمان استمرار دورة الإنتاج لدى الدول الصناعية المتقدمة، والدول السائرة في طريق النمو الصناعي والتقدم الاقتصادي. ويأتي النقل بواسطة الأنابيب في مقدمة الوسائل الأكثر تفضيلاً في الوقت الحالي، من قبل المنتجين والمستوردين، نظراً إلى ما تؤمنه الأنابيب من مرونة في الحركة والنقل في شكل متواصل، من دون معوقات عبر آلاف الكيلومترات. ويأتي النقل في الناقلات في المرتبة الثانية من حيث الأهمية على مستوى الصناعة، لأن الناقلات تكمل عملية النقل بواسطة الأنابيب، وغالباً ما يبدأ استخدام الناقلات عند مصب الأنابيب لدى الدول المنتجة. ويأتي النقل في الصهاريج ثالثاً من حيث الأهمية، ليكمل عمل الناقلات البحرية، وتنبع أهمية هذه الوسيلة باعتبارها الوحيدة القادرة على إيصال مشتقات الطاقة بصورتها النهائية إلى اصغر وحدات الاستهلاك في أي بلد أو قرية». وأوضح التقرير «أن تقلبات أسواق الطاقة أكدت أهمية وجود شبكات لنقل النفط والغاز، وأظهرت أيضاً ضرورات إيجاد أطر قانونية تضمن أمن تدفق الإمدادات وسلامتها عبر الحدود بين الدول ذات العلاقة. ونجد في المقابل، أن المنافسة تحتدم بين الشركات المنتجة للأنابيب على المستوى العالمي، في توفير آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا إنتاج الأنابيب، التي تكون قادرة على إثبات وجودها وضمان تنافسيتها مع المنتجات الأخرى. وتشكل صناعة الصلب في شكل عام، فرصاً استثمارية كبيرة يؤمنها قطاع الطاقة لدى دول المنطقة، ويعتبر القطاع من القطاعات الرئيسة لاقتصاداتها ويتمتع بعائد استثماري كبير وطويل الأمد، وبمستويات تحقيق عالية، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستثمار في قطاعات النفط والغاز من أفضل الاستثمارات وأقلها خطراً خلال الفترة الحالية والمقبلة. وتحمل الحقبات المقبلة انتشاراً كبيراً لخطوط الأنابيب وعلى الوجهات كلها، ما يتطلب من مؤسسات الاستثمار درس الفرص المتوافرة واستغلالها بالشكل الأفضل فيؤمن نتائج إيجابية لأطراف الصناعة».