يسميه معجب الزهراني ربيع الرواية السعودية، هذا عنوان ما كتب، ونشر في مجلة نادي الجوف الأدبي «الجوبة»، وفي معرض خبر «الحياة» عن الملف الذي تعده المجلة وردت معلومة على لسان محمد القشعمي الذي ذكر أن أول رواية سعودية صدرت علم 1930 للأديب عبدالقدوس الأنصاري، أي أننا نتحدث عن ثمانية عقود، قريبين جداً من القرن الأول للرواية السعودية. سؤال أدبي فني ثقافي اجتماعي، ما هي الرواية / الروايات التي تمثل السعوديين؟ التي يمكن أن تشكل جزءاً من وعيهم الجمعي بإنتاج ثقافي أدبي، أو تكون لازمة لاسمهم أو اسم بلادهم، هل هي موجودة؟ ربما، ولجهلي وقلة متابعتي لا أعرفها، لكني أظن وهنا ظن غير آثم أن لا رواية يمكن القول إنها تمثلني، اعتبرها جزءاً من تراثي الروائي عندما أجلس في مقهى مع بعض الرجال من بعض أنحاء العالم يشيرون إلى «ماركيز»، «نجيب محفوظ»، «تولستوي»، «كافكا»، «همنغواي»، «البير كامو»، وكثير مما تعرفون على أنهم رموز بلادهم الروائية وجزء من ثقافتهم الجمعية، فمن لم يقرأ لهم، هو الأقل يعرفهم، ومن لا يفعل هو ربما شاهد فيلماً سينمائياً أو عملاً مسرحياً مستوحى منها دون أن يدري. حسناً، هل إنتاج ثمانية عقود لا يوجد فيه ما يمكن الإشادة به، لا أعتقد، فكثير من الأعمال الروائية السعودية جديرة بالقراءة، وجديرة بالاحتفاء، وهذا حديث المتلقي، وليس حديث الناقد، لكن سياقنا الاجتماعي حاصر هذا الفن، مع جملة فنون أخرى لفترة طويلة من الزمن مضت، فباتت الروايات إما أعمالاً سطحية الفكر وركيكة الأسلوب، أو جيدة لكنها بين ممنوعة رسمياً، وممنوعة اجتماعياً. متى سنرى رواية تتحول إلى فيلم سينمائي يعبر الحدود؟ سنرى ذلك عندما تصبح السينما صناعة حقيقية، ومتى ستصبح؟ لا أدري، لكني أدري أن السينمائيين السعوديين القلائل يعرضون خارج بلادهم أكثر مما يعرضون داخلها، وأن بعض عشاقها يشدون الرحال إلى الجوار لمشاهدة جديدها لأن دور العرض لا تزال قيد الدرس. الأعمال الروائية الخالدة، ساهم في خلودها تحولها إلى أشكال أدبية أو فنية أخرى، كأن تتحور إلى مسرحيات، أو مسلسلات، أو ينتج منها الأفلام بعد الاستعانة بالمتخصصين، ويجب أن نعترف أن كثيراً من الروايات في هذا الربيع الإنتاجي لم تزهر، ولن تزهر، لأنها في بحثها عن التميز والوصول إلى قارئ ليس من عاداته الحياتية القراءة أضافت جرعات من الجرأة وضعت أمامها الحاجز لتكون شعبية ومقبولة ويمكن الاستشهاد بمقاطع منها في قاعة الدرس مثلاً. ستأتي رواية تلتصق بنا تاريخياً فلا تذكر إلا ونذكر، متى سيحدث ذلك؟ أحسبه يقترب كلما اقتربنا من الوعي الاجتماعي. [email protected]