تحتفل منظمة «اليونسكو» وروسيا وبلدان عدة في العالم بالذكرى المئة لرحيل الكاتب الروسي الكبير ليف تولستوي (1828 - 1910)، وباشرت مؤسسات رسمية وخاصة بهذا الاحتفال، إضافة الى دور نشر عدة ونوادٍ واتحادات كتّاب وسواها. وستصدر ترجمات جديدة وفي مختلف اللغات لأعماله الأدبية، خصوصاً «آنا كارينينا» و «الحرب والسلم». وستقام معارض لكتبه في كوبا والمكسيك، إضافة الى بث أفلام وثائقية تظهر الكاتب في لقطات نادرة وغير معروفة له في الصحافة والإعلام. ويُعرض هذا العام الفيلم السينمائي الجديد «المحطة الأخيرة» وهو من بطولة هيلين ميرين وكريستوفر بلام وجيمس ماكافوي ومن إخراج مايكل هوفمان استناداً الى كتاب جاي باريني الذي يتناول فيه المؤلف العامين الأخيرين من حياة المبدع الروسي الكبير، ويستوحي مناخات الفيلم من حادثة وفاة تولستوي في إحدى محطات القطار. وكان ينوي المخرج هوفمان تصوير الفيلم في محطة في ياسنايا بوليانا حيث ولد وعاش الأديب. وتم أخيراً تصنيف تولستوي في الغرب على أنه الروائي الأعظم في التاريخ ووضعت مجلة «نيوزويك» رواية «الحرب والسلم» على رأس قائمة بعناوين مئة رواية من روائع الروايات في العالم. وفي هذه الذكرى، أصبحت قرية الكاتب مركز سياحة للزوار من مختلف أنحاء العالم. وثمة وفود إعلامية وتلفزيونية وصحافية تقوم بتغطية هذا الحدث الذي بدأ منذ مطلع العام ويجرى في جمالية مؤثرة، بحيث تصل القطارات الخاصة من موسكو محتشدة بالسياح وقد زينت بمشاهد وصور من كتابات تولستوي. عرف تولستوي في الغرب أكثر مما عرف في موطنه روسيا، وما زالت المؤسسات الرسمية الروسية لا تبدي اهتماماً كبيراً بالروائي الأكثر شهرة في العالم، وقد يرجع ذلك بحسب ما ذكرت دراسات كثيرة الى الاضطرابات السياسية في روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي. ولأن تولستوي مات في محطة قطار صغيرة بدا لأهالي منطقة هذه المحطة أن الأديب كرمهم بذلك فما كان من المحطة، بعد مرور مئة عام على رحيل تولستوي إلا أن شرعوا بتكريمه على طريقتهم، فمنذ بداية العام، توقفت عقارب ساعة الحائط الكبيرة في محطة آستابوفو على هذا التوقيت: السادسة وخمس دقائق وهي الساعة أو اللحظة التي مات فيها تولستوي هنا على بعد أمتار من ساعة الحائط تلك. وبعد مئة عام، لم تتغير المحطة الخشبية بمقاعدها وكل تفاصيلها، خصوصاً غرفة مدير المحطة التي نقل إليها تولستوي في حالة صحية طارئة ثم ما لبث أن فارق الحياة. ويقام في منزل تولستوي في قريته معرض دائم طوال العام وفيه كل أغراضه الباقية، مخطوطاته، صوره، وبعيداً منه أي على بعد مئة متر مقبرة الكاتب في حديقة المنزل وهي غاية في التواضع وتحمل لافتة كتب عليها: «ليف تولستوي (1828 - 1910).