واشنطن - أ ف ب - نظم الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، تجمعه الرسمي الأول في حملة الانتخابات الرئاسية. لكن ذلك لم يتلاءم مع تراجع اشارات التعافي الاقتصادي الذي كان يأمل بأن يدعم تجديد ولايته. وافتتحت الحملة التي رفعت شعار «مستعدون للانطلاق» زوجته ميشال امام حشد هائل من المؤيدين في ولايتي اوهايو وفرجينيا الحاسمتين. ويواجه أوباما الذي بات بعد اربع سنوات من توليه السلطة اكبر عمراً وأكثر حكمة وربما اقل حماسة مما كان عليه في حملته الأولى في شتاء 2007 حين بشر بالأمل والتغيير، معركة معقدة لإعادة انتخابه في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو، ما اضعف حجته بأنه اعاد الازدهار اليه. وسترتكز حملة اوباما على تأكيد انه جنب البلاد انكماشاً كبيراً ثانياً بعد الأزمة الاقتصادية، وأن خصمه الجمهوري الثري ميت رومني يريد اعادة تطبيق سياسة الإعفاءات الضريبية للأثرياء، وإضعاف الرقابة المالية التي تسببت بالأزمة الاقتصادية. وسيتحدث اوباما عن رؤيته الاقتصادية التي ستضمن تحقيق الفائدة لعموم الأميركيين وليس فقط للأثرياء، وعن نجاحات سياساته الأمنية والخارجية وبينها قتل زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن، «ما جعل الأميركيين في مأمن». وسخر الجمهوريون من فكرة الانطلاق الرسمي لحملة اوباما الذي يتهمونه بأنه بدأها قبل شهور، مستفيداً من المناسبات الرسمية المتصلة بواجباته الرئاسية. وأظهر استطلاع اجراه موقع «ريل كلير بوليتكس» ان اوباما يتقدم بثلاث نقاط على رومني (47 في مقابل 44 في المئة) قبل ستة شهور من الانتخابات المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر)، علماً ان الرؤساء يحتاجون الى نيل نسب تقترب من 50 في المئة كي يشعروا بالثقة بفرصة اعادة انتخابهم. ويبدو طريق اوباما اكثر سهولة من رومني على الخريطة السياسية الأميركية، إذ يجب ان يكسب اصوات المندوبين ال 270 للفوز بالانتخابات. وترى معظم استطلاعات الرأي ان اوباما يحظى بتأييد شعبي اكبر من رومني، وأنه يسجل نقاطاً في مجال الأمن القومي، وبين المجموعات السكانية الحاسمة مثل النساء والناخبين من اصل لاتيني. لكنه ضعيف على الجبهة الاقتصادية مع تجاوز البطالة سقف 8 في المئة، وظهور اشارات مربكة في شأن تعافي الاقتصاد والهجمات الحادة التي يشنها عليها رومني الذي يعتمد شعار «سياسة اوباما فاشلة». وتلقى اوباما اول من امس ضربة نتجت من اعلان وزارة العمل انخفاض فرص العمل الجديدة الى اقل من 115 الف وظيفة في نيسان (ابريل). ووصف رومني الذي يؤكد انه رجل اعمال ناجح تحتاجه البلاد الآن لإنعاش الاقتصاد، التقرير بأنه «رهيب ومحبط». وزاد: «الرئيس انسان طيب لكنه لم يعمل في القطاع الخاص ولم يخلق يوماً فرصة عمل. اعتقد بأنه يجب أن يكون الإنسان موظفاً كي يعرف كيف يخلق وظائف».