نجح فريق طبي سعودي في مستشفى الملك فهد في الهفوف في تحقيق إنجاز طبي كبير وعملية معقدة هي الأولى من نوعها في المملكة من خلال إعادة يد مواطن متهتكة ومبتورة بشكل كامل من منتصف الساعد إثر حادثة سير تعرض لها المواطن على طريق خريص عندما كان قادماً من الرياض. وقال قائد الفريق الطبي الدكتور محمد الممتن، ل «الحياة» إن العملية التي أجريت تعتبر من العمليات المعقدة جداً، حيث أن اليد كانت تعاني من تهتك شديد، وأن هذا النوع من العمليات يجب أن لا يتأخر عن ست ساعات لإجرائها، وإعادة التروية للجسم المصاب، مبيناً أنه تم استخدام حيل طبية ذكية عبر موصلات دم بلاستيكية لليد المبتورة. وأوضح مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور عبد المحسن الملحم، أن استشاري الأوعية الدموية الدكتور محمد الممتن، قاد الفريق الطبي المكون من الدكتور حمدي حشيش، والدكتور علاء محمدي، واستشار جراحة العظام الدكتور كومار، والدكتور هاني الحسن، واستشاري جراحة الأعصاب الدكتور عصام، والدكتور محمود أمين، والدكتور عبد الرحيم، واستشاري العناية المركزة الدكتور محمد يوسف، لإجراء العملية التي تمت بنجاح. وأشار الملحم، إلى أن المريض (البالغ من العمر 30 عاماً) وصل إلى المستشفى، وهو يعاني من بتر كامل للساعد من منتصف اليد اليسرى، فتم على الفور تشكيل فريق طبي بقيادة جراحة الأوعية الدموية، وبمشاركة التخصصات ذات العلاقة، وتم إدخاله إلى غرفة العمليات، وبعد أن تم إخطار المريض، وأقاربه، وأخذ إقرار خطي علي الخطورة و الاحتمالات المتوقعة كافة، في مثل هذه الحالات الحرجة، ، بعدها تم على الفور إعادة التروية من خلال جسور صناعية مؤقتة، كما تم تثبيت العظام ليعطى خلفية مستقرة، ليأتي دور جراحة الأوعية الدموية مرة أخرى لعمل جسور وريدية وشريانية دائمة بين طرفي البتر بعد استخراجها من الساق الأيمن، ومن ثم تم توصيل العضلات والأعصاب، وتم تثبيت مجمل الذراع الأيسر بمثبتات خارجية. وذكر أن النجاحات التي يحققها الطاقم الطبي في مستشفى الملك فهد في الأحساء، تأتي نتيجة النخبة التي يحتضنها المستشفى من أطباء أكفاء من أبناء الوطن، وأن نجاح هذه العمليات النوعية هو مؤشر واضح على نجاح العمليات، التي يقوم بها الفريق الطبي في التخصصات المختلفة. وذكر أن المريض يحتاج إلى عدة عمليات تكميلية خلال الفترة المقبلة، بعد التحقق من إعادة التروية الجيدة؛ ليتمكن المريض من الحصول على يد ذات وظيفة وفائدة. وعبّر المريض عن سروره وشكره للفريق الطبي، الذي أجرى العملية، واعتبرهم مفخرة للوطن والمواطنين، وقد غادر المستشفى إلى الرياض إلى أهله، وعائلته ليكمل مشوار التعافي والنقاهة. يذكر أن الفريق الطبي في مستشفى الملك فهد في الهفوف حقق نجاحات في طب الجراحات الدقيقة من خلال، الكفاءة العالية التي يتمتع بها أطباء المستشفى، الأمر الذي جعل من المستشفى مركزاً ذا خبرة ومميزاً في هذا المجال. ومن تلك العمليات التي قادها فريق جراحة الأوعية الدموية ذاته، هي إعادة أطراف مبتورة نتيجة حوادث عمل، وحوادث مرورية، فقد كانت العملية الأولى لعامل باكستاني الجنسية 26 عاماً تعرض لإصابة خلال عمله أدت إلى نزيف شديد، وبتر ليده من الساعد الأيسر بشكل شبه كامل. أما العملية الثانية فكانت لطفل في عامه الأول من العمر، وقام بها الفريق الطبي بمستشفى الملك فهد في الهفوف، وتم خلالها زراعة يده، والتي بُترت جراء حادثة مؤلمة تعرض لها برفقة أسرته وهم في طريق سفر، حيث تمت إعادة زراعة ذراع الطفل الرضيع، التي بترت بشكل شبه كامل من فوق الكوع الأيمن واستغرقت العملية حوالي 9 ساعات. أما العملية الثالثة فكانت لمواطن تعرض لحادثة مرورية تسببت في بتر يده حيث نجح الفريق الطبي السعودي في المستشفى في إعادة يد المواطن المبتورة بشكل شبه كامل من منتصف الساعد، وذلك بعد نحو 7 ساعات من بترها إثر حادثة انقلاب تعرض لها المواطن.