سجلت الاعتصامات في عمان والمحافظات تراجعاً ملحوظاً بعد 72 ساعة على إعلان تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة فايز الطراونة، على رغم أن الشعارات كانت ضد الحكومة ونهج وادي عربة. ففي عمان، خرجت المسيرة الأسبوعية من الجامع الحسيني بمشاركة 400 شخص في غياب كبير لقيادات الأحزاب اليسارية والقومية، فيما تجمع نحو 200 من أنصار الحركة الإسلامية من دون وجود لقيادات الصف الأول أو الثاني في ساحة النخيل، وكانت الهتافات موجهة ضد معاهدة السلام مع إسرائيل ودور رئيس الوزراء فيها، والمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد. في الوقت نفسه، سجلت العشائر الأردنية خلال الأسبوعين الماضيين استقبالات شعبية كبيرة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، معلنة دعمها الإصلاحات التي يقودها. وفي الطفيلة جنوباً، هتف المشاركون في المسيرة الأسبوعية ضد حكومة الطراونة، مطالبين إياها باللحاق بحكومة عون الخصاونة، ورددوا: «يا فايز باي باي ... الحق عون ع لاهاي». وركز المتظاهرون على انتقاد معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية والتي رأس فيها الطراونة الوفد الأردني المفاوض، وشنوا هجوماً عليها بعد أن دافع الطراونة عن بنودها التي اعتبر أنها «حفظت للأردن حقوقه»، حسب تصريح أطلقه الأسبوع الماضي. وفي محافظة معان، شارك العشرات في اعتصام نفذ أمام مسجد معان الكبير، مؤكدين أن الأمور أصبحت واضحة في البلاد، وأن هناك تقصيراً وعدم وجود رغبة لدى النظام بالإصلاح، مشددين في الوقت ذاته على أن الأزمة في الأردن لن تنته إلا بإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، وتقديم الفاسدين للعدالة بدلاً من ناشطي الحركة والصحافيين. وشكك المعتصمون بقدرة حكومة الطراونة على القيام بأي إصلاح، منتقدين الأشخاص الذين يتم تداولهم في الحكومات المتعاقبة. وفي الشوبك، أقيمت فعالية صامتة قبالة مسجد وسط المدينة، وكان لافتاً رفع يافطة في جمعة «وادي عربة» كُتب عليها: «حكومة العراب ستأخذنا إلى أين»، معتبرين أن الرئيس الجديد للحكومة سيجر البلاد إلى مشاكل أعمق، مذكرين بالوزارة التي استلمها قبيل هبة نيسان (أبريل) عام 1989. وطالب المشاركون بالإسراع في عملية الإصلاح، متهمين الحكومة بتعمد الإبطاء نحو الإصلاح في سبيل الالتفاف على مطالب الشارع، موجهين أصابع الاتهام بذلك لما أسموها «حكومات الظل» التي تسلب الولاية العامة من الحكومات، وحذروا الحكومة من مغبة رفع الأسعار مهما كلف الثمن.