الشباب المصري والسعودي في المجمل قدما للرأي العام في البلدين نماذج حوار أجمل مما قدمه «عتاولة» بعض الشاشات والصحف، وكانت وسائل الإعلام الاجتماعي على الإنترنت أفضل وأكثر تأثيراً، وأعجبني منها قصص «مصري أثر في حياتي» التي تم الرد عليها ب«سعودي أثر في حياتي». أعرف أن الملف سيغلق قريباً جداً، ولعل حسنته الوحيدة أن الإخوة هناك عرفوا كيف يفكر بعض مرشحيهم، وكيف يتحاورون سياسياً وإعلامياً، ومن ذلك يمكنهم أن يستشرفوا مستقبل بلادهم معهم، وهذا شأن يخصهم وحدهم، ونتمنى لهم دوماً الأفضل والأجمل. سأحور الفكرة من «أثر» إلى «أثرى» فلاشك أن الشعبين أثروا تجارب بعضهم البعض، كل في مجالات معينة، وكشعوب تواصلت منذ القدم هناك قواسم اجتماعية كثيرة تقارب التفكير الجمعي في مناطق عيش أو تفكير على خريطة الإنسان هنا وهناك، بل حتى في البحر بينهما. بالنسبة لي كان أول مصري ألتقيه هو حسن العمري، طالب الصف الخامس في ابتدائية عبدالله بن رواحة بالطائف، لفتني وهو يستخدم حذاء الرياضة، الذي كانت توزعه الحكومة مع «بدلة» الرياضة، في التزلج على الساحة التي أمام المبنى المستأجر، لأن أسفل الحذاء كان شبه أملس، ولأن الساحة كانت ترابية، وعندما سألته نبهني إلى نقطتين، الأولى أننا يجب أن نلبس هذا الحذاء دوماً بغض النظر عن يوم حصة الرياضة، وإلى أن المسألة تحتاج إلى دربة قبل الشروع في التزلج. أصبح صديقي أول خطواتي للعولمة، ثقافة جديدة، كان هو مشروع «دافور» مكتمل، وكنت مشروع «دويفير» تحت التأسيس، تتجاذبه قوى متباينة فيما بين البيت والمدرسة والحارة، ولا يزال يضع نظامه الأساسي للدرس وتحديد هويته داخل منظومة الكبار من بين تلاميذ الابتدائية. غالباً تلتقي الكثير من المصريين في حياتك الدراسية والعملية والشخصية، وغالباً ما يلفتك بعضهم بثرائه، على رغم تثريبنا الدائم عليهم كونهم في مراحل تاريخية حديثه معينة يميلون إلى السلبية والعيش وفقاً لفكرة «من البيت للشغل، ومن الشغل للبيت» على رغم قدراتهم الفكرية، ومنجزهم العظيم بين الشعوب العربية والمسمى «التكيف مع الظروف». في هذه الصحيفة ربما يكون زميل العمل لسنوات محمد نجيب سعد أحد أقدم الوجوه الإعلامية المصرية في «الحياة»، ومن قبلها في المشهد الإعلامي الاقتصادي الذي مضى فيه ببطء، ربما ليصل إلى سدة القسم الاقتصادي. حيث أعمل، يوجد مصري «محلاوي» اسمه طارق نسبة إلى المحلة الكبرى، أجده بصراحة «مالهوش حل» حين يحدثني عن الأوضاع هناك، وحين يتحدث عن السعودية التي يعيش فيها لعقدين من الزمن بكل هذا الحب. المصريون أثروا مخيلتنا كثيراً، ولو كنا نتعظ لحولنا قصصهم الدرامية في السينما والتلفزيون إلى خطط عمل لأنها كانت تركز على مشكلتي الإسكان والبطالة عندما يكثر عدد السكان، وكنا نعتقد أنها «بربرة» مسلسلات. [email protected] @mohamdalyami