أكد مدرب منتخب مالي لكرة القدم السابق أيمن اليماني الشهير بلقب «الرحالة المصري في أدغال أفريقيا»، إنه لا خوف على بعثة الأهلي في مالي لأن الشعب المالي طيب جداً ويكره العنف، ولكنه يقع في فخ الانقلابات العسكرية دائماً - على حد قوله -. وأضاف اليماني ل«الحياة»: «دربت مالي من 1991 وحتى 1995 وكانت تجربة جميلة وتعايشت مع مجتمع غالبه مسلم وهادئ لا يعرف العنف، وعلى رغم أن بدايتي تزامنت مع انقلاب عسكري إلا أنه سرعان ما عاد الهدوء». ونصح اليماني بعثة الأهلي بالالتزام بمقر الإقامة بالفندق وعدم مغادرته، إذ إن الانقلابات العسكرية بالقارة الأفريقية تتسم بالفوضى والمندسين ما يعنى تعرض من يستشعرون أنه أجنبي للخطر. وعن تجربته الفريدة مع الكرة المالية أوضح اليماني: «ترشحت للعمل في القارة الأفريقية بعد حصولي على دورة دولية تحت إشراف الاتحاد المصري برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وكان أحد الأعضاء العاملين بنادي الزمالك يشغل منصباً بوزارة الخارجية المصرية، وكان يحضر هذه الدورة مسؤولون رياضيون من غالبية الدول الأفريقية، ومن بينها رئيس الاتحاد المالي الذي طلب الاستعانة بمدرب مصري، فكان لعضو الزمالك سبب مباشر في أن يتلقى العرض تليفونياً ولكنني رفضته ثم تراجعت بعد ذهابي إلى البيت، إذ نصحتني زوجتي بدراسة الموقف وقبول العرض وبالفعل عاودت الاتصال مرة أخرى بالخارجية وأبلغتهم بقبولي المهمة». وأضاف: «سافرت في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1991 وكانت تجربة صعبة جداً في البداية وكنت أشعر بالندم والخوف بسبب الجو غير الملائم وكنت أفكر في العودة مرة أخرى إلى القاهرة، ولكن شعرت بأنني لا بد أن أخوض التجربة وأتحمل كل الصعاب مع أن الجو كان شديد الحرارة، وقلل من وقع الصدمة الحفاوة التي استقبلت بها، إذ حضر إلى مطار باماكو وفد رسمي من اتحاد الكرة المالي والسفارة المصرية ووزارة الخارجية المالية ووزارة الشباب والرياضة في مالي، بعدها تم دعوتي لزيارة الهرم الأكبر هناك فقلت لهم إن الهرم الأكبر لا يوجد سوى في مصر، فقالوا لي بأن مصر هي صاحبة الفضل في بنائه، وهو عبارة عن فندق كبير يدعى «لامتييه» ومعناها الصداقة مكون من 18 دوراً يطلق عليه الهرم الأكبر في مالي، وأبلغوني وقتها بأن الجمهورية العربية المتحدة هي التي أمرت ببنائه بمنحة من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وهو فندق شبيه بفندق هيلتون النيل». وتابع: «قضيت في مالي 4 سنوات مع المنتخب الأول مديراً فنياً من موسم 91 حتى موسم 95، بجانب هذا كنت أتولى الإشراف العام على منتخبي الشباب والناشئين، وإنجازاتي مع المنتخبات الوطنية المالية تمثلت في عمل برنامج عام لمنتخبي 17 و20 سنة، ضمت صفوة اللاعبين بجانب أفضل إنجازاتي مع المنتخب الأول في بطولة كأس الأمم الأفريقية بتونس عام 1994 عندما تغلبت على « نسور قرطاج» في مباراة الافتتاح بهدفين نظيفين وبعدها في دور ال8 تغلبت على منتخب مصر (1-صفر) وضمنت مركزاً في المربع الذهبي للبطولة، وأشادت بي الصحافة التونسية وقتها، وتحديداً صحيفة الصباح التي أفردت عنواناً كبيراً قالت فيه معلقة على فوزي على منتخبي مصر وتونس، المدرب العربي قاهر العرب». وواصل اليماني سرد تفاصيل حكايته المثيرة: «عملت برنامجاً لجميع المراحل السنية وعلى إثر هذا وصلت إلى المباراة النهائية بكأس العالم للناشئين الذي أقيم بأستراليا عام 1993 وتم تكريمي بعد تحقيق هذا الإنجاز من اتحاد الكرة المالي وشاركت في كأس العالم للناشئين عام 1997 الذي أقيم بالقاهرة وكان يلعب في هذه البطولة الثلاثي أمادوا ديارا وسيدو كيتا وفريدريك كانونتيه الذين أصبحوا من أبرز نجوم الأندية الأوروبية». وعن أشهر الأندية في الدوري المالي يقول: «ديجولبجا الذي كان يلعب له لاعب الزمالك السابق في التسعينات كوليبالي، وأيضاً نادي إستاد ماليان أو إستاد دي مالي، كما يحب أن يطلق عليه البعض هناك، ونادي أيه أس ريال، والدوري كان مكوناً من 12 فريقاً فقط». وكشف اليماني عن مفارقة غريبة قائلاً: «أثناء تدريبي لمنتخب مالي الأول واجهت منتخب مصر 7 مرات ما بين رسمي وودي والغلبة كانت لمالي، ففي أول لقاء رسمي بين المنتخبين عام 1992 بالقاهرة خسرت بهدفين لهدف، وفي اللقاء الثاني كسبت الفراعنة بهدفين لهدف في مالي، وفي مباراتين وديتين بالقاهرة انتهت الأولى بالتعادل السلبي، والثانية كسبنا بهدف نظيف وفي المرة الخامسة تغلبت على منتخب مصر في بطولة أمم أفريقيا بتونس عام 94 بهدف نظيف، وفي المباراة السادسة انتهت بالتعادل التي ظهر فيها لاعب الزمالك الأسبق كوليبالي، أما المباراة السابعة ففازت مالي بهدف من دون رد بالقاهرة». وعن الشعب المالي قال: «شعب طيب وودود للغاية ويحب التعاون، والبلد تتميز بالأمن والأمان الكبير وخاصة في العاصمة باماكو، لدرجة أنه كان يمكنك أن تترك سيارتك مفتوحة في أي وقت». وعن تأثير اللغة قال: «لم تكن عائقاً لي لأنني أجيد الإنكليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية». مشيراً إلى أن الشعب المالي يتحدث الفرنسية، ولكنه يتحدث أحياناً بلهجة «البمبرة» وهي الدارجة والشائعة هناك. وعما واجهته من صعوبات في الحياة من طعام ومسكن هناك، قال: «كنت شبه متعاقد مع أحد المطاعم اللبنانية بالعاصمة باماكو وأشهر الأكلات عندهم الموز المقلي بالزيت والفطور الدائم هو وجبة اللحمة وهو الغذاء اليومي لهم في كل الوجبات، وعلى رغم أن وزير الشباب والرياضة أعطاني «فيلا» مكونة من سبع غرف للمعيشة والإقامة لم أحضر أسرتي للإقامة فكنت أسافر في الإجازات إلى مصر». وأضاف: «غالبية الشعب المالي من المسلمين وخطباء المساجد هناك يتقنون اللغة العربية ويجيدونها في خطبة الجمعة، وفي بعض الأحيان كانت تلقي الخطبة بمعناها العربي بعد إلقائها باللهجة البمبرية المنتشرة هناك وهو شعب متدين جداً». الضيف في سطور أيمن محمد اليماني محمد، وشهرتي أيمن اليماني أو «اليمني»، وأطلق اللقب عليه رئيس نادي الزمالك السابق في الستينيات محمد حسن حلمي زامورا، ومن مواليد 22 أكتوبر عام 1951 بحي الضاهر بالقاهرة وخريج مدرسة الضاهر الابتدائية ومدرسة غمرة الثانوية، وحاصل على بكالوريوس التربية الرياضية بالإسكندرية عام 1972. وحصل على نحو 13 دورة عليا من مختلف دول العالم أبرزها من فرنسا وويلز وتونس وإنكلترا وألمانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، بخلاف دورات في الاتحاد الأفريقي، وحاصل على الرخصة الدولية سنة 1995 من الاتحاد الفرنسي وقت تدريب مالي، وكان أول مصري يحصل على هذه الرخصة في الشرق الأوسط، وحقق إنجازات كبيرة مع منتخب مالي الأول والمنتخبات الوطنية السنية الأخرى.