واشنطن - أ ف ب - نشرت الولاياتالمتحدة أمس، 17 وثيقة من اصل أكثر من 6 آلاف عثر عليها في المنزل الذي اغارت عليه وحدة كوماندوس اميركية في بلدة أبوت آباد الباكستان مطلع ايار (مايو) 2011 لقتل زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن. ونشر موقع «مركز مكافحة الارهاب» التابع للاكاديمية العسكرية في وست بوينت الوثائق، وهي رسائل كتبها بن لادن لقادة في التنظيم بعضهم في اليمن أو تسلمها منهم بين ايلول (سبتمبر) 2006 ونيسان (ابريل) 2011، في صيغتها الأصلية مع ترجمتها الى الانكليزية، وذلك بعدما سمح البيت الابيض بنشرها اثر رفع السرية عنها. وأظهرت بعض الوثائق أن بن لادن عمل حتى مقتله على تنظيم هجوم ارهابي ضخم آخر في الولاياتالمتحدة، مع توجيه جماعات تابعة للتنظيم الى الابتعاد عن استخدام اسمه كي لا يجتذبوا اعداء كثيرين. وعثر على الوثائق في 5 اجهزة كومبيوتر وعشرات الأقراص الصلبة، وأكثر من 100 جهاز تخزين صودرت من منزل بن لادن بعد مقتله. ولم يحدد الناطق باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية مايكل برمنغهام عدد المواد التي ستنشر، لكنه أشار إلى أن بعضها ستبقى سرية لأسباب أمنية. غوانتانامو وتبدأ في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا غداً السبت، محاكمة الكويتي خالد شيخ محمد العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وأربعة من اعوانه المفترضين المعتقلين معه، وهم اليمني رمزي بن الشيبة والباكستاني علي عبد العزيز علي الملقب ب «عمار البلوشي»، والسعوديان وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، بتهمة «تحضير الاعتداءات وتنفيذها في نيويوركوواشنطن وشانكفيل (بنسلفانيا)، وقتل 2976 شخصاً». يأتي ذلك بعد تسعة أعوام على اعتقالهم والتجاذبات السياسية القضائية في شأن محاكمتهم، ويترافق مع الذكرى الأولى لتصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن الذي تبنى الاعتداءات. وقال مارك ثييسين، المسؤول في ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش: «نرغب في تحقيق العدالة. المحاكمة لحظة مهمة لنا جميعاً»، علماً ان المتهمين يواجهون عقوبة الإعدام. وسيغطي 60 صحافياً انتقوا من اصل 200 الجلسات داخل قاعة المحكمة، فيما سيتابع 30 آخرون الحدث من قاعدة «فورت مايد» (مريلاند) حيث ستنقل وقائع الجلسات. وقال المتحدث باسم البنتاغون، تود بريسيل: «منذ اصلاح المحاكم العسكرية الاستثنائية العام الماضي ارتفع عدد وسائل الإعلام التي تذهب الى غوانتانامو لتغطية جلسات الاستماع بنسبة زادت عن ثلاثة اضعاف مقارنة بأعلى مستوى سجل سابقاً». الى ذلك، اكد كبير المدعين العامين الجنرال مارك مارتينز «اهمية توفير شفافية عبر نقل جلسات الاستماع على التلفزيون، وبث المرافعات على الإنترنت وتأمين حضور وسائل الإعلام. لكن المحلل ديفيد ريفكين حذر من ان خالد شيخ محمد الذي انتزعت اعترافاته الأولى تحت التعذيب في سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، قد يستغل جلسات المحاكمة «لمهاجمة الولاياتالمتحدة». وستستطيع عائلات الضحايا متابعة جلسات المحاكمة عبر شاشات عملاقة تتوزع على اربع قواعد عسكرية في الأراضي الأميركية. وأعلنت تيري غرين، العضو في منظمة «عائلات 11 ايلول من اجل غد مسالم» انها كانت تفضل اجراء المحاكمات امام محكمة للحق العام لأن «الوصول اليها اسهل للعائلات، ولأنها اثبتت جدارتها في تولي قضايا الإرهاب». وأبدت غرين خيبتها الكبيرة من انتظار المحاكمة سنوات قبل ان يتقرر اجراؤها امام محكمة عسكرية. وأراد الرئيس الأميركي باراك اوباما محاكمة المتهمين الخمسة في مانهاتن القريبة من موقع «غراوند زيرو» حيث تمركز برجا مركز التجارة العالمي اللذان دمرا في نيويورك. لكن الجمهوريين في الكونغرس، خصوم الرئيس الديموقراطي، منعوا نقل المتهمين بقضايا ارهاب الى الأراضي الأميركية. وقال جيمس كونيل، محامي الدفاع عن المتهم البلوشي: «النظام كله غير عادل»، فيما حذر باقي محامي الدفاع من انهم سيثيرون مبدأ السرية المطبق آلياً على اقوال المعتقلين في غوانتانامو، وكذلك الصعوبات التي يواجهونها في الوصول الى معلومات مصنفة بأنها «سرية»، والوقت بين الاعتداءات واعتقال المتهمين. وقد تستغرق «محاكمة القرن» كما يصفها المراقبون سنوات، اذا لم يعترف خالد شيخ محمد بالتهم الموجهة اليه ليحكم عليه بالإعدام ويموت «شهيداً» في نظر اتباع «القاعدة». العولقي على صعيد آخر، افاد تقرير صادر عن «انتل سنتر» الأميركي لمراقبة الجماعات الإسلامية ان الإمام الأميركي - اليمني انور العولقي الذي قتل بغارة اميركية باليمن في 30 ايلول (سبتمبر) 2011، نادى باستخدام «اسلحة كيماوية وبيولوجية خصوصاً ضد الولاياتالمتحدة». ونشرت تصريحات الإمام في العدد الثامن من مجلة «انسباير» الناطقة بالإنكليزية التي ينشرها «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». وقال العولقي وفق التقرير إن «استخدام السموم، والأسلحة الكيماوية او البيولوجية ضد مناطق مدنية مسموح ومستحسن بسبب تأثيره الهائل على العدو». وأضاف: «شعوب البلدان التي تحارب المسلمين، خصوصاً اولئك الذين يتصدرون هذه المعركة مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، يجب ان يستهدفهم المجاهدون». واشتبهت واشنطن بصلة العولقي بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي يقف وراء محاولة الهجوم الفاشلة على طائرة اميركية في 25 كانون الأول (ديسمبر) 2009. كما تواصل مع العسكري الأميركي نضال حسن الذي قتل بالرصاص 13 جندياً في قاعدة «فورت هود» العسكرية بتكساس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.