أجرى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، سلسلةَ لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، في وقت اختتم السيناتور عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جوزف ليبرمان زيارةً مماثلة شملت جولة له في منطقة وادي خالد على الحدود اللبنانية مع سورية حيث التقى نازحين سوريين الى المنطقة. فيلتمان وشملت لقاءات فيلتمان امس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي والمستشار الاعلامي لبري علي حمدان، واستمر اللقاء نحو ساعة لم يصرح فيلتمان بعده. وزار فيلتمان ترافقه كونيللي بلدة بعقلين، وقدما التعازي برئيس الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين. كما التقى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر في دار المطرانية في الأشرفية. ولم يدل فيلتمان بأي تصريح بعد الزيارة. وزار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب. كما زار المونسنيور منصور لبكي في قرية كفرسما للايتام. وفيما يواصل فيلتمان زيارته الى لبنان، التي تتضمن لقاءات مع قوى 14 آذار، اعلنت السفارة الاميركية ان ليبرمان اختتم زيارته بعدما التقى كلاًّ من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، وناقش معهم العلاقات الثنائية والوضع في سورية. ليبرمان: ميقاتي اثبت استقلاليته وكان ليبرمان ادلى من السراي الكبيرة بتصريح مطول استهله بالإشارة الى انه امضى «الايام القليلة الماضية في المنطقة، مركِّزاً في خلالها على الصراع الحاصل في سورية، وزرت المملكة العربية السعودية وقطر، وأنا مسرور لوجودي في لبنان. إنني وعدد من زملائي في مجلس الشيوخ قلقون من الصراع الحاصل في سورية والهجمات التي تشنها القوات الحكومية ضد الشعب السوري، وما ينتج من ذلك من سقوط الكثير من الأبرياء، وأركز على ما يمكن القيام به من اجل تقديم المساعدة في الأزمة الانسانية في البلد بأكمله وفي الدول المجاورة كلبنان، مع نزوح عدد من النازحين اليه». وأبدى ليبرمان «قلقه من عدم تقديم ما يكفي لدعم المعارضة السورية»، وقال: «عقدت لقاءً جيداً مع رئيس الوزراء، وأتفهم قلق الحكومة اللبنانية على رغم اتباعها سياسة النأي بالنفس عن الصراع العسكري في سورية، إلا أننا ناقشنا تأثير الأزمة على لبنان، وشكرته على الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية وعدد من المنظمات غير الحكومية للاعتناء بالنازحين السوريين الذين يأتون الى لبنان بأعداد لافتة. وكانت لي مناسبة لأزور الشمال ووادي خالد، حيث التقيت عدداً من هؤلاء النازحين. ويمكنني القول ان رئيس الوزراء قلق، ونحن أيضاً، من ان يمتد الصراع في سورية الى الدول المجاورة، خصوصاً لبنان». وأضاف قائلاً: «المرة الأولى التي التقيت خلالها الرئيس ميقاتي كانت في شباط 2011 في منزله، حين كان مكلفاً تشكيل الحكومة، وأذكر انني حضرت الى لبنان برفقة السيناتور ماكين وعبرنا عن آمالنا بأن يثبت أنه رجل مستقل، وأنه ملتزم علاقات ثنائية قوية مع الولاياتالمتحدة، وأنا مسرور اليوم لأقول له بعد مرور عام ونصف على لقائنا إنه أثبت بأنه مستقل. وتحدثنا في ذلك اللقاء عن أهمية الحفاظ على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كي تتمكن من التوصل الى نتيجة عادلة، وأعتقد ان حكومته حافظت على هذا الوعد، وأن العلاقات الثنائية بين بلدينا هي على مستوى جيد». وجدد رداً على سؤال «احترامه للموقف الذي اتخذته الحكومة لجهة النأي بنفسها عن الصراع الحاصل في سورية»، لكنه أشار الى انه طلب من ميقاتي «صراحة كما طلبت في خلال زيارتي قطر والمملكة العربية السعودية، مساعدة السوريين الذين يحاربون من أجل حريتهم ومساعدتهم انسانياً، وهناك آلاف من النازحين، لذلك سألته عما يمكن فعله معاً من اجل مساعدتهم». وعما اذا حصل على وعود من الحكومة اللبنانية، قال: «هناك جهد مستمر لمعاملة النازحين في شكل انساني، ومن الواضح ان دولة الرئيس قلق من تأثير امتداد الصراع في سورية، وما دفعني الى أن أصر على زيارة لبنان هم النازحون السوريون، ولم نتحدث ابداً عن موضوع تهريب الاسلحة». النازحون «رووا لي معاناتهم» وعن لقاءاته بالنازحين السوريين في الشمال، وصف الامر بأنه «مؤثر وشخصي، هناك رجل وصف لي ما عاناه في الاشهر الماضية وكان شاهداً على مقتل اخيه من قبل القوات السورية، وروى ان اخته اختفت وتبين لاحقاً انها في احد المستشفيات وتوفيت، كما ان هناك امرأة ثلاثينية عبرت الحدود وقالت ان الجيش السوري كان يفتح النيران على المنازل. وسألتها ما إذا كان من تواجد للجيش السوري الحر هناك، فقالت كلا، وهناك أمثلة عدة على ذلك، لكن جميعهم ممتنون للدعم الذي قدمه الشعب اللبناني اليهم في الشمال، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية». وسئل عن حيازة نازحين أسلحة، فأكد انه «لم يتحدث عن هذا الموضوع في شكل مفصل، ولكن معظم هؤلاء يتمنون العودة مجدداً الى ديارهم التي غادروها بفعل الخوف، وعلينا دائماً ان نقلق، وكما أعلم، فأن الحكومة اللبنانية قلقة مما يمكن ان يتسبب به مجيء هؤلاء من صعوبات، ولكن الحافز الذي تتبعه الحكومة اللبنانية يقوم على محاولة تقديم المساعدة الانسانية الى جميع القادمين وإبقاء العيون مفتوحة، بصراحة، لإلقاء القبض على اي شخص أتى للتسبب بمشكلة ما في لبنان، وهذه هي مسؤولية الحكومة اللبنانية، وأحترم هذه المسؤولية».