تجددت أمس، الاشتباكات ولكن بوتيرة أقلّ من الأيام القليلة الماضية في المنطقة المحيطة بمطار طرابلس الدولي وعدد من المناطق الأخرى في العاصمة الليبية بين ميليشيات الزنتان والمسلحين الإسلاميين القادمين من مصراتة. وقُتل 5 أفراد من عائلة واحدة، هم 3 نساء ورجلان وجُرح طفل جراء سقوط صاروخ على منزلهم قرب جسر الزهراء جنوبطرابلس. وكانت صواريخ عشوائية ضربت عدد من المباني والمساكن في طرابلس وقصر بن غشير وغوط الشعال وعين زاره وغيرها من المناطق. وأعلن عضو المجلس البلدي في جنزور، عبد السلام بن غرسة عن تعرض عدد من المنازل في المدينة أول من أمس، لسقوط قذائف صاروخية أحدثت أضراراً مادية فيها من دون تسجيل خسائر بشرية، داعياً الحكومة الى التدخل لوقف الاقتتال الذي أرهب المواطنين وتسبب بنقص الحاد في السلع الأساسية وإقفال المصارف والمحال التجارية. من جهة أخرى، أكد عضو لجنة الأزمة في طرابلس محمد البوسيفي توافر الوقود في المستودعات العامة، «لكن انعدام الأمن منع سيارات النقل من توزيعه»، مشيراً إلى أن اللجنة بصدد توفير صهاريج لمدّ المواطنين بالوقود مباشرة من السيارات بحال توفير الحماية الأمنية لهذه السيارات. وأوضح مدير مديرية الأمن في العاصمة محمد سويسي، أن عدم توفير الأمن للمؤسسات والمرافق الحيوية سببه نقص الدعم والتجهيز اللازم من الحكومة وانعدام الإرادة السياسية لبناء الجيش والشرطة. وأضاف أن رجال الأمن وهيئة السلامة الوطنية رغم النقص الحاد في الإمكانات هم من يكافح الحريق الذي شب في مستودعات النفط على طريق المطار، داعياً إلى تكثيف التدريب وتوفير الإمكانات لرجال الشرطة ليتمكنوا من القيام بدورهم في حماية المواطن وممتلكاته. وشهدت العاصمة الليبية ليل أول من أمس، تظاهرات حاشدة في ميدان الشهداء، شارك فيها مواطنون من تاجوراء وسوق الجمعة والغرارات وفشلوم والظهرة وشارع النصر وقرقارش والهضبة الخضراء وكل مناطق طرابلس الكبرى، طالبوا فيها بالوقف الفوري للاقتتال في مدينتي طرابلس وبنغازي الذي تسبب في إزهاق أرواح أبرياء وتدمير المرافق والمنشآت الخدماتية وتعطيل الحياة فيها. كما طالب المتظاهرون الذين جابوا شوارع طرابلس وتجمعوا في ميدان الشهداء «بتفعيل مؤسسات الدولة والإسراع في بناء الجيش الوطني والشرطة وتحقيق تطلعات وآمال أبناء الوطن في بناء دولة عصرية حديثة». وجدد المتظاهرون مطالبهم بإخلاء معسكرات الجيش من التشكيلات المسلحة الغير منضوية تحت سلطة أجهزة الدولة في كل المدن والقرى الليبية وفرض سيادة الدولة على جميع أراضيها. في غضون ذلك، (أ ف ب) أعلنت وزارة الدفاع اليونانية إجلاء موظفي سفارتها وأكثر من100 من الرعايا الصينيين والأوروبيين من ليبيا أمس. وذكرت أن الفرقاطة سالاميس تحمل 77 يونانياً بينهم طاقم السفارة و78 صينياً و12 قبرصياً وعشرة بريطانيين و7 بلجيكيين ويُتوقع أن تصل ميناء بيريوس في وقت مبكر اليوم. ووصل صباح أمس 50 شخصاً من الجنسيات الفرنسية والبريطانية والتونسية أجلاهم الجيش الفرنسي الأربعاء الماضي من ليبيا إلى ميناء طولون العسكري جنوب شرق فرنسا، على متن الفرقاطة الفرنسية «مونكالم».