صعّدت المعارضة في تركيا انتقاداتها لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، في إطار اتهامه بالإخلال بعدالة التنافس ونزاهته، على منصب رئاسة الجمهورية، واستغلاله نفوذه وموقعه في خدمة حملته الانتخابية. يأتي ذلك على خلفية تصريحات أردوغان في شأن العدوان الإسرائيلي على غزة، كما نسب إلى مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو ما لم يقله في هذا الصدد، ونشره عبر وسائل إعلام موالية له. ونفى إحسان أوغلو ما ينسبه إليه رئيس الوزراء من تصريحات ورد فيها أن على تركيا أن تلتزم الحياد في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وألا تدعم طرفاً على حساب آخر، موضحاً: «الحياد الذي تحدّثت عنه كان في شأن الخلاف بين الفصائل الفلسطينية، خصوصاً بين (حركتَي) فتح وحماس، لا (بين) إسرائيل وفلسطين الذي لا يمكن لتركيا أن تكون محايدة فيه». واستنكر مرشح المعارضة تشويه أردوغان تصريحاته، ثم تكرارها بواسطة وزير الخارجية أحمد داود أوغلو عبر وسائل إعلام، بوصفها تصريحات حقيقية. واعتبر «حزب الشعب الجمهوري» المعارض أن «هذا الأسلوب لا يليق برئيس وزراء»، مذكّراً بأن «هذا التشويه الإعلامي تكرّر سابقاً»، في إشارة إلى تحوير تصريح لإحسان أوغلو في شأن الأزمة السورية، إذ نسبت إليه وسائل إعلام موالية للحكومة قوله إنه سيغلق الحدود أمام اللاجئين السوريين، إذا انتُخِب رئيساً للجمهورية، وهذا ما تؤكد المعارضة انه لم يقله. وتشنّ المعارضة حملة إعلامية تعتبرها الحكومة «مغرضة» ضد أردوغان، من خلال تكثيف أنباء عن «وسطاء» تجاريين مقرّبين من رئيس الوزراء وحزبه الحاكم، يزوّدون إسرائيل وقوداً ونفطاً من أذربيجان عبر خط باكو - جيهان التركي، إضافة إلى تسهيلهم بيع نفط كردستان العراق إلى الدولة العبرية. ودعا «حزب الشعب الجمهوري» إلى تشكيل وفد برلماني لزيارة غزة، من أجل إظهار دعم شعبي للقضية الفلسطينية، مقترحاً أن تكون الزيارة بعد عيد الفطر، لنقل مزيد من المساعدات، لعلّ الأوضاع تكون هدأت. وقال النائب عن الحزب حسين أيغون: «سنذهب من أجل دعم الشعب الفلسطيني وسكان غزة، لا تنظيم حماس الذي لا يختلف عن تنظيم داعش قاطع الرؤوس. سنذهب من أجل دعم رغبة الحياة في غزة، لا الدعوة إلى الموت هناك». وأتت هذه الدعوة رداً على ما تعتبره المعارضة سياسة «إعلام صوتي» و»بروباغندا كلامية» ينتهجها أردوغان لتجيير قضية غزة لمصلحة حملته الانتخابية، ولتأكيد أن المعارضة «تسعى إلى دعم غزة بالفعل، لا بالكلام كما يفعل أردوغان». كما جاءت دعوة الحزب إلى زيارة القطاع، بعدما بدأت جمعية حقوق الإنسان الخيرية الإسلامية التي نظمت حملة سفن «مرمرة» لكسر الحصار على غزة سابقاً، جمع تواقيع لدروع بشرية ستذهب إلى القطاع من أجل «التصدي للصواريخ الإسرائيلية بصدور عارية وفضح المجزرة الإسرائيلية». وكان فرع الجمعية في محافظة العزيز جمع نحو 73 توقيعاً، نصفهم لنساء، أكدوا استعدادهم للسفر مباشرة إلى غزة، فيما أعلن فرع الجمعية استعداده للتحرّك قريباً للسفر عبر مصر إلى القطاع، ما ينذر بأزمة ديبلوماسية جديدة بين أنقرة والقاهرة.