إن هول ما يعانيه المعتقلون قد وصل إلى الجميع. إنهم يناضلون ويجاهدون لرفع رؤوسهم تحدياً في وجه القوة الاحتلالية الغاشمة. إنهم صامدون في معركة الإضراب الشامل حتى نيل الحقوق. وفشلت إسرائيل في إرغامهم على وقف الإضراب. إنهم يصرون على الاستمرار وينادون الشعب الفلسطيني للبدء بالحراك الشامل. كل في موقعه وفي مدينته ووفق إمكاناته. إنها معركة الشعب الفلسطيني ووحدة الحركة الأسيرة، لذا يجب على الانقسام ان ينتهي كرامة لجوع 5000 أسير يشارك في معركة البقاء وقهر السجان... يا كل فصائل الشعب وجماهيره... هذه معركتنا جميعاً لانتزاع المطالب ونيل الحرية. تداهم إدارة السجون الإسرائيلية كل الأقسام في المعتقلات وتصادر كل ممتلكات الأسرى الشخصية بما فيها الحرامات وتبقي لكل أسير فقط الحذاء الخفيف ومواد التنظيف. إنها تنفذ عمليات اقتحام للغرف بشكل يومي وسط فرض المزيد من العقوبات التي شملت مصادرة الأدوات الكهربائية ولم يبق للأسرى شيء حتى غطاء الفراش. في المعتقلات اليوم وحدة شاملة وانسجام ووفاق تام، وهذه الوحدة تحاربها سلطات الاحتلال كما حاربت توقيع المصالحة في أيار (مايو) الماضي. واليوم تهدد بنقل أسرى فتح كافة من عسقلان إلى سجون أخرى من أجل ضرب وحدة الفصائل، كما قامت بوضع الأسرى، ومن الفصائل كافة، في غرف مشتركه بعد أن كان أسرى كل فصيل يعيشون في غرف منفصلة. اليوم نكتب للمجتمع الدولي، لكل منظمات حقوق الإنسان، نكتب للعالم... عليكم أن تعلموا أن معتقلينا المضربين عن الطعام يواجهون الأخطار، أحوالهم متردية، وفي المقابل لا يزال المحتل وإدارات السجون تتجاهل أبسط القواعد الدولية في معاملة الأسرى. ان الاحتلال يعتبرهم أرقاماً ولذا يحرمهم من ابسط الحقوق الآدمية، وهذه الحقوق التي سلبها المحتل هي التي فجرت معركة الكرامة والأمعاء الخاوية. عليكم أن تعرفوا أن معتقلينا لن يستسلموا، وإن معنويات الأسرى كافة عالية جداً، وأنهم لن يتراجعوا عن إضرابهم إلا بعد تحقيق مطالبهم كاملة أو موتهم بكرامة وعزة. ان شعار أبطالنا في معتقلات إسرائيل في معركة لن تتوقف، هو: «لا تراجع ولا تنازل فإما حياة كريمة وأما الموت بكرامة». وهنا نستذكر مقولة الشهيد القائد ابوعمار وهو محاصر في المقاطعة برام الله: «يريدونني إما أسيراً وإما قتيلاً وإما طريداً. لأ، أنا أقول لهم شهيداً... شهيداً... شهيداً... شهيداً». اليوم أسرانا شهداء الحق، شهداء على الجريمة الإسرائيلية. وانت أيها العالم تصمت كما صمتَّ إبان محاصرة الشهيد الرئيس ياسر عرفات وتخليت عنه. فهل ستتخلى عن واجبك الإنساني والقانوني والدولي تجاه أسرانا، أسرى الحرية؟ الأيام المقبلة ستشهد مواجهات غير مسبوقة مع إدارات السجون، على رغم الإعياء والتعب والإرهاق. ان كارثة وشيكة نتوقع أن تحدث في أي لحظة، ولن تتمكن أي قوة على الأرض أن تجبر معتقلينا الأبطال على وقف إضرابهم قبل الاستجابة الفعلية لمطالبهم وحقوقهم كافة. ان الحراك الجماهيري المنظم والشامل لشرائح ومنظمات وفصائل العمل الفلسطيني كافة يجب أن تتواصل وتكثف كي تصل الرسالة إلى العالم كله، إن معتقلينا أغلى ما نملك، وإننا نساندهم بكل ما نملك.