هزت سلسلة انفجارات دامية سورية امس ومهمة المراقبين الدوليين. وضربت التفجيرات مدينة إدلب، بينما تعرض مصرف سورية المركزي لهجوم بقذيفة «أر بي جي» عند الصباح الباكر اعقبه انفجار استهدف سيارة عسكرية في ضاحية قدسيا قرب دمشق. واستمرت المواجهات وحملات الاعتقال في مختلف المناطق التي تشهد اشتباكات شبه يومية بين قوات الأمن ومحتجين. وكالعادة في التفجيرات السابقة تبادل النظام والمعارضة المسؤولية عن هذه التفجيرات. وبينما اتهم النظام «مجموعات إرهابية مسلحة» بالقيام بهذه التفجيرات نفى «المجلس الوطني السوري» أي صلة للمعارضة أو ل» الجيش السوري الحر» وقال في بيان له امس أن «النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها»، مطالباً ب «لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات». واستهدف التفجيران اللذان تعرضت لهما إدلب منذ الصباح مركزين أمنيين احدهما للاستخبارات الجوية والآخر للاستخبارات العسكرية في ساحة هنانو وشارع الكارلتون، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ولم تفصل بين التفجيرين اكثر من خمس دقائق. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية انهما وقعا في منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى إلى أضرار بالغة بالمباني السكنية. وفيما أشارت الوكالة الرسمية إلى أن عدد القتلى بلغ تسعة اكثرهم من المدنيين ومئة جريح، ذكر المرصد السوري أن عددهم تجاوز العشرين اكثرهم من عناصر الأمن. وقالت «سانا» إن عضوين من المراقبين الدوليين اطلعا على آثار التفجيرين. والمراقبان موجودان في إدلب بشكل دائم للتحقق من وقف إطلاق النار الذي كان يفترض أن يبدأ العمل به في 12 الشهر الماضي. وبث التلفزيون الرسمي السوري صوراً لمواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الأشخاص وقد تجمعوا حول ابنية متضررة وركام في الشارع. بينما قال المرصد السوري إن انفجاراً ثالثاً وقع في حي الجامعة في إدلب بعد الظهر اسفر عن سقوط جرحى. وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح أمس إلى أن مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر امس سلسلة تفجيرات «مشبوهة» استهدفت مبنى الإذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات في العاصمة. وقال حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة إن الأضرار التي لحقت بمبنى المصرف هي أضرار مادية لم تتجاوز تكسير بعض النوافذ. ونفى التقارير التي تحدثت عن محاولة المصرف بيع احتياطه من الذهب لمواجهة الآثار الاقتصادية للعقوبات المفروضة على سورية. وقال إن المصرف لا يحتاج إلى بيع الذهب لأن لديه كميات كبيرة من العملات الصعبة التي يستطيع بها مواجهة حاجات الاقتصاد السوري. ويبدو من خلال سلسلة التفجيرات الأخيرة أن التكتيكات التي تعتمدها المعارضة السورية تتحول من نصب المكامن المحدودة النطاق للقوات الأمنية التي كانت تستهدف نقاط التفتيش والدوريات العسكرية إلى الهجمات ذات التأثير الكبير على البنية التحتية ورموز النظام وذلك على الرغم من أن مقاتلي المعارضة ليسوا قوة موحدة. ونقلت وكالة «رويترز» عن احد هؤلاء قوله «بدأنا نزداد براعة في شأن الأساليب ونستخدم القنابل لأن الناس فقراء جداً وليس لدينا ما يكفي من البنادق. لا نضاهي الجيش. وبالتالي نحاول التركيز على الأساليب التي نستطيع القتال بها.» من جهة أخرى اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماعه امس مع رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود أن دمشق ستواجه «ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها»، متهماً هذه المجموعات بالقيام «بتصعيد غير مسبوق» منذ وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى سورية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن المقداد قوله إن سورية «ستواجه ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها وخاصة اثر التصعيد غير المسبوق الذي قامت به هذه المجموعات منذ وصول طلائع بعثة المراقبين». وأشار إلى أن هذه الممارسات تزامنت مع «حملة سياسية وإعلامية تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي والتغطية على ممارسات هذه المجموعات الإرهابية على الأرض».