أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن «أي آلية لاقتراع المغتربين لا فائدة منها إذا لم يسجَّلوا في السفارات»، لافتاً الى ان «جناحَي لبنان المقيم والمغترب سيرسمان صورة للمستقبل في الانتخابات». وأنهى ميقاتي أمس زيارة رسمية لبلجيكا ومقر المفوضية الأوروبية بلقاء مع الجالية اللبنانية أقيم في مقر السفارة في بروكسل بمشاركة مسؤولين بلجيكيين وأوروبيين. وقال في كلمة: «بالأمس اتخذنا في مجلس الوزراء قراراً بوضع آلية لإشراك المغتربين في الانتخابات النيابية عام 2013، وأي آلية لن يكون لها فائدة إذا لم تتقدموا للتسجيل في السفارات والقنصليات اللبنانية، ولا يجوز أن ننتقد من دون ان نشارك في الانتخابات». وتابع: «راهَنَ كثيرون على أن قرارنا لن يتحقق، ولكن أنا أؤكد لكم أننا وضعنا كل الإمكانات اللازمة ليقوم المغتربون بقول كلمتهم». ونقل عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي التقاهم «تقديراً للعمل الذي نقوم به، وأوكد لكم أن سياستنا تقوم على الجمع والسعي الى الخير وعدم الدخول في السجالات وتأجيج الخلافات الموجودة في لبنان، او الدخول في خلافات الآخرين ونقلها الى وطننا. فلنتحد جميعاً لمصلحة وطننا وشعبنا، وليبق لبنان وطن الدور والرسالة». وكان ميقاتي عقد صباحاً اجتماعاً مع رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هيرمين فان رامبوي في حضور وزيري الخارجية عدنان منصور والاقتصاد نقولا نحاس، أعقبه لقاء صحافي وقال المسؤول الأوروبي: «عقدت اجتماعاً مهماً مع الرئيس ميقاتي، وكان لي حوار بنّاء معه تركز على العلاقات بين الاتحاد ولبنان وتطورات المنطقة وفي سورية خصوصاً، وثمنت جهوده للحفاظ على استقرار لبنان الذي يشكل مثالاً للتنوع الثقافي والديني، وشجعته على المضي بالإصلاحات الداخلية، وإن الاتحاد الأوروبي على استعداد للوقوف الى جانب لبنان في العملية الاصلاحية لتحويل هذه التحديات الى فرص، علما أن سياسة الجوار المعدلة توفر لها الاطار الصحيح. وأرى في التزام كل منا السعي لوضع خطة عمل جديدة ستحدد مسار التعاون بيننا في السنوات المقبلة امراً مشجعاً، كما شجعت لبنان على الانضمام الى منظمة التجارة الدولية وزيادة مستوى مشاركته في عملية التكامل الإقليمي». ترحيب بالتزام لبنان المحكمة ورحب رامبوي «بالتزام لبنان المستمر احترام الموجبات الدولية، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وعبرت عن التزام الاتحاد الاوروبي الكامل تجاه قوات «يونيفيل» للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان. ورحبت بالتزام لبنان بتطبيق القرار الدولي 1701». وعبر عن قلق الاتحاد الأوروبي «من الوضع المهتز في سورية جراء الخروق الممنهجة والواسعة لحقوق الانسان من السلطة، والتقارير الواردة حول استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المناطق السكنية. وأعداد اللاجئين المتزايدة جراء الأزمة في سورية تشكل مصدر قلق كبير لكل منا، إذ وجد عدد كبير منهم ملجأ موقتاً في لبنان، وأرحب بالجهود التي تقوم بها السلطات اللبنانية لتوفير المساعدة لهم، كما أنوه بكرم الشعب اللبناني في توفير الملجأ لمن هم بحاجة اليه. وإن الاتحاد الاوروبي سيواصل العمل مع الاممالمتحدة والمنظمات الانسانية المعنية لتسهيل وصول المساعدات الانسانية للمناطق المنكوبة». واضاف: «أعدت التأكيد أن الاتحاد الأوروبي رحب بقرارات مجلس الامن الاخيرة، التي أقرت بالإجماع كخطوة أساسية للمضي قدماً. كما سبق لي أن أكدت للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال وجوده في بروكسل أخيراً، أن الاتحاد الأوروبي يدعم مهمة أنان وخطته ذات النقاط الست. وندعو الحكومة السورية الى تسهيل مهمة فريق مراقبي الاممالمتحدة وانتشاره دون أي تأخير. كما ذكرت بالعقوبات الاضافية التي تم إقرارها الاسبوع الماضي من الاتحاد الأوروبي على النظام السوري». وقال: «عبرت لرئيس الحكومة عن قلق الاتحاد الأوروبي العميق من البرنامج النووي الايراني. الاتحاد فرض عقوبات قاسية ورادعة لإقناع إيران بالعودة الى مفاوضات بنّاءة. والمحادثات الأخيرة التي تولاها المبعوث الاعلى في اسطنبول توحي بالأمل بأن ايران ستنخرط في حوار جدي حول المسألة النووية»، مشيراً الى انه أكد «لرئيس الحكومة التزام الاتحاد الأوروبي الكامل بعملية السلام في الشرق الاوسط من خلال عمل اللجنة الرباعية، فالعودة الى المفاوضات المباشرة تبقى أولوية قصوى بالنسبة الينا». بدوره قال ميقاتي: «كانت فرصة للبحث في الوضع السوري وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وزار ميقاتي أيضاً رئيس البرلمان في الاتحاد الاوروبي مارتن شولتز، الذي قال بعد اللقاء: «كان النقاش عميقاً، وتبين أن نظرتنا الى العديد من المسائل وتحليلاتنا متطابقة». أما ميقاتي، فقال: «أكدت له عزمنا على مواصلة عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع المحافظة على الاستقرار في لبنان».