أبدى العراق استعداده للتوسط بين دولة الإمارات العربية وإيران لحل مشكلة الجزر الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، التي احتلتها إيران في سبعينات القرن الماضي. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائه وفداً إعلامياً كويتياً يضم أيضاً وزراء ونواب إن «مشكلة الجزر لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار بين الإماراتوإيران». وأعلن «استعداد العراق للعب دور الوسيط». ونقل بيان للحكومة العراقية عن المالكي قوله إن «الحوار والجلسات المباشرة يمكن أن تحل مشكلة تلك الجزر». ولفت إلى أنه يسعى إلى «إنهاء كل المشكلات مع الكويت قبل انتهاء فترة حكومته». وأضاف: «سنطوي ملف المشاكل بين العراق والكويت خلال الفترة المقبلة، وأتعهد إنهاءه خلال فترة ولايتي لرئاسة الحكومة». وأكد القيادي في حزب «الدعوة» المقرب من رئيس الوزراء النائب عبد الهادي الحساني في تصريح إلى «الحياة»: «لا يمكن أن يتدخل العراق في حل مشكلة الجزر الثلاث إلا في حال طلبت دولة الإمارات ذلك في شكل رسمي وبما أن الأخيرة لم تتقدم بأي طلب لإنهاء هذا الملف تبقى مبادرة العراق غير قابلة للتطبيق الفعلي». وتابع أن «ما طرحه رئيس الوزراء خلال لقاء الوفد الإعلامي الكويتي الذي يزور بغداد حالياً رسالة إلى شعوب المنطقة أن العراق لا يشكل خطراً على محيطه العربي والإقليمي، وهو يسعى إلى التدخل لحلحلة المشاكل والخلافات التي من شأنها التأثير في أمن واستقرار المنطقة، وخير مثال على ذلك استضافة بغداد اجتماعات دول الخمسة زائداً واحداً التي تعنى بملف إيران النووي». وعن موقف العراق من سورية قال المالكي للوفد الكويتي إن «موقفنا من الأزمة السورية كان واضحاً من البداية وخلال اجتماعات مؤتمر القمة في بغداد أكدنا ذلك». وتابع أن «العراق يقف بالضد من مطالب البعض بقطع العلاقات مع سورية وهذا حتماً ينعكس سلباً على الشعب السوري، فما نطمح إليه هو منح مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فرصة للتطبيق وتقريب وجهات النظر بين المعارضة والسلطة هناك، وهذا المطلب لقي استحساناً من الجميع عدا قطر والمملكة العربية السعودية». وأشار إلى أن «قطع العلاقات مع سورية لا يصب في مصلحة أحد إنما يضر بالشعب السوري ويزيد آلامه». وأشار البيان الحكومي إلى أن الوفد الإعلامي الكويتي دعا، إلى «ضرورة انضمام العراق إلى مجلس التعاون الخليجي وتفعيل العمل بطريق الحرير لخدمة المصالح المشتركة والتنمية الاقتصادية في المنطقة»، وأضاف أن «أعضاء الوفد أعربوا عن رغبتهم وتطلعهم إلى إقامة علاقات مميزة بين البلدين الشقيقين، لا سيما في المجال الاقتصادي وتحقيق شراكة حقيقية في العمل بين الشركات العراقية».