مدريد - أ ف ب - لم يكن وداع ريال مدريد عادياً بعد أن أقصي من بايرن ميونيخ، إذ كان يعيش نشوة الإطاحة ببرشلونة على صعيد الدوري المحلي، كما أنه يسجل أرقاماً مميزة على صعيد دوري الأبطال، وبدا لوهلة أنه قد بلغ الدور النهائي، ولكن صحوة «بافارية» أيقظت المدريديين من حلم بات قريباً ولكن الواقع كان أشد مرارة. حتى نجمه الأول رونالدو الذي كان أول مسددي الركلات الترجيحية وأول المهدرين، لم يصدق أن فريقهم قد غادر البطولة كما هو الحال في كل عام، فالجميع يدرك أن «المرينغي» هذا الموسم مختلف عن أي موسم آخر، إلا أنهم خنعوا للحقيقة وخرجوا من المسابقة الأغلى وهم لا يستوعبون أن يتنبأون بموسم أجمل في السنة المقبلة! تذوق المهاجم البرتغالي البالغ 27 سنة طعم الحسرة التي ضربت خصمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أصاب عارضة تشلسي من ركلة جزاء كانت ستضمن تأهل برشلونة إلى النهائي، قبل أن يسرق الفريق الإنكليزي تعادلاً ثميناً (2-2) من ملعب «كامب نو». كما أن رونالدو فقد مواجهته القدرية خلال جلسة ركلات ترجيحية شهدت نجاح لاعب مدريدي وحيد يزرع الكرة في الشباك (تشابي الونسو). أعتقد رونالدو أنه قام بالمطلوب في أول ربع ساعة على ملعب «سانتياغو برنابيو» عندما منح فريقه التقدم (2-صفر) ووضعه على سكة التأهل إلى النهائي الأول له منذ تتويجه آخر مرة عام 2002 عندما أحرز لقبه التاسع. كان هذا هاجس الشعب المدريدي بأكمله في بحثه عن اللقب العاشر في تاريخه «ديسيما». تقدم رونالدو أولاً بركلة جزاء في الدقيقة السادسة، قبل أن يضاعف الأرقام من داخل المنطقة بتسديدة ملعوبة (14)، مسجلاً هدفه ال56 في 51 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم! رفع رونالدو رصيده إلى عشرة أهداف أيضاً هذا الموسم في المسابقة القارية، وهو الأعلى له في مجموع مشاركاته، لكنه لا يزال بعيداً عن الأهداف ال14 التي وقعها ميسي (والإيطالي جوزيه التافيني لاعب ميلان في موسم 1962-1963). لكن مع مباراة نهائية محتملة قبل مواجهة الأمس، لا شك بأنه فكر بهذا الأمر. على غرار الكلاسيكو، لم يتألق اللاعب رقم 7 بمفرده، لكنه أثبت مرة أخرى أنه قادر على الحسم. في لحظات نادرة، تخطى لام وزرع الخوف في المنطقة الألمانية (26)، ثم لعب عرضية لبنزيمه الذي سدد فوق العارضة (70). سكيتفي المدريديون بلقب الدوري الذي حسم لمصلحتهم إلى حد كبير في هذا الموسم، وسيعودون للركض من جديد في النسخة المقبلة من البطولة حاملين أحلاماً واسعة لعلها أن تُترجم إلى واقع ويعانقون الكأس الأوروبية العاشرة في تاريخهم «الناصع». في المقابل، ما أروع طعم الإنجاز حينما يتحقق عن طريق الأقوى والأشرس روبن، غوميز، وريبري، والمكائن الألمانية، حصدوا ما زرعوه طوال موسم صعب، فهم بالكاد يستحقون، ولهم الحق بالفخر بإنجاز بلوغ النهائي الذي سيقام على أرضهم بنجوم بايرن ميونيخ لم يصلوا صدفة فيكفي أنهم نجحوا في إقصاء أبرز المرشحين ومن ملعبه وأمام جماهيره.