قال مدرب فريق تشلسي الإنكليزي، الإيطالي دي ماتيو بعد حصول فريقه على بطاقة التأهل من أمام برشلونة الإسباني: «كانت مباراة رائعة، وعلى رغم فوزنا وتأهلنا، إلا أن البارشا أفضل فريق كرة قدم في العالم». يا الله ما أجمل هذه اللغة، وما أروع الرياضة حينما نضعها في مكانها الحقيقي، لتتحول إلى «فازة» تحمل في داخلها كل أنواع الورود والأزهار وكل الروائح الطبيعية، في تأكيد لذلك الشعار الرياضي القديم «تواضع عند الفوز، وابتسم عند الخسارة». ليلة واحدة فقط كانت تفرق بين وداع برشلونة، وخروج ريال مدريد، ليكون نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا العام «انكليزياً - ألمانياً»، وبفريقين لم يكونا مرشحين كبيرين لبلوغ النهائي، إلاّ أن ذلك لا يعني أنهما غير جديرين باللعب على اللقب. وحتى لا يفهم ما أعنيه على أنه انتقاص من تشلسي، أو بايرن ميونيخ، فهما فريقان كبيران في عالم كرة القدم، لكنني أرمي إلى حالات كثيرة حدثت في بطولات عالمية، غادر فيها الكبار، وحضر من هم أقل منهم مكانة وشأناً، وليس أدلّ على ذلك من فوز اليونان ببطولة أمم أوروبا في وقت سابق، وفوز فريق لخويا ببطولة الدوري القطري، على رغم عمره القصير. ولو كانت كرة القدم تؤمن بالمال وحده، وبأفضل نجوم العالم، لما تغلب فريق على برشلونة، وريال مدريد، ومان يونايتد، والقادم الجديد مان سيتي، لكنها كرة القد التي أطلقوا عليها لقب المجنونة، فكان جنونها هو «سرّ سحرها». أعود إلى تصريح مدرب تشلسي، الذي وصف خصمه بأنه أفضل فريق في العالم، على رغم خسارته وخروجه، في إشارة ولمحة من هذا المدرب العاقل إلى أن كرة القدم قد ترفع صغيراً، وتسقط كبيراً. ولعلي أذكر هنا ذلك الشعار الذي أطلقه الأمير نواف بن فيصل، وهو يتسنم رئاسة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم «الكرة لا تعني الكره»، وهي كلمات قليلة لها دلالاتها الكبيرة، ومعانيها السمية، وهو ما يجب أن نطبقه في منافساتنا، وتعاطينا مع نتائج مباريات كرة القدم، والرياضة بصورة عامة. ذلك أنه من المستحيل، كما علمتنا كرة القدم، أن يكون هناك فائز واحد في كل موسم، وهذا ما يجعلنا نتقبل الخسارة حال حدوثها، كما تقبلها مدرب برشلونة من ريال مدريد، وكما تتقبلها الفرق الكبيرة. [email protected]