في مواجهة ساخنة مع أحزاب المعارضة في البرلمان التركي، دافع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن السياسة الخارجية التي تنتهجها بلاده تجاه دول «الربيع العربي» وخصوصاً سورية. وقال داود أوغلو إن تركيا ستقف إلى جانب الشعوب وليس الأنظمة الديكتاتورية، وأضاف «إن شرق أوسط جديد يتشكل الآن وتركيا ستقود وتوجه وتخدم موجة التغيير في الشرق الأوسط». وتابع «اذهبوا إلى مصر أو تونس أو ليبيا أو القدس واسألوا أهلها ما رأيكم في سياسة تركيا تجاه سورية وسترون مدى التقدير والاحترام الذي سيبديه هؤلاء تجاهكم». ووجه داود أوغلو سهام الانتقاد للمعارضة التي تنتقد سياسته تجاه سورية، وقال «إن العقليات التي تدعم الأنظمة الديكتاتورية والبعث لا يمكنها أن تفهم ما تقوم به الخارجية التركية في الشرق الأوسط». وأكد من جديد أن تركيا ستقف دوماً إلى جانب الشعب السوري، موضحاً أيضاً أن بلاده تدرس كل الإجراءات التي يمكن اتخاذها إذا استمرت أعمال العنف في سورية تدفع بنزوح عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى أراضيها عند حدود البلدين. وخلال الجلسة التي تم تخصيصها للاستماع إلى وزير الخارجية ومناقشته في سياسات تركيا الخارجية انتقد حزبا الحركة الوطنية القومي وحزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي سياسة تركيا الخارجية، معتبرين أنها تخدم أجندة الدول الغربية التي تحاول صناعة شرق أوسط جديد وفق مصالحها الخاصة، وهو ما رفضه داود أوغلو قائلاً إن تصوير الثورات العربية على أنها مخطط غربي فيه انتقاص من قدر الشارع العربي وإهانة للشعوب العربية. فيما اعتبر حزب السلام والديموقراطية الكردي أن حكومة العدالة والتنمية تتبع «سياسة الكيل بمكيالين فهي تدعم الشعب السوري وتقف ضد قمع النظام السوري للاحتجاجات بينما الحكومة التركية نفسها تقمع بشدة التظاهرات الكردية وتستخدم العنف المفرط ضد المتظاهرين». واختتم داود أوغلو الجلسة بالقول إن حزب العدالة والتنمية يحلم بإنشاء شرق أوسط قائم على السلام والأخوة وبعيد عن الطائفية والعرقية والوصاية وأنه «كما نجح في تغيير وجه تركيا خلال عشر سنوات فإنه سينجح أيضاً في تغيير الشرق الأوسط لأن تركيا باتت قوة تغيير في المنطقة ومركزاً لصناعة القرار والمستقبل».