على قناة إم بي سي وفي برنامج إخباري يخصص فقرة بكاملها لتفاسير الأحلام السعيدة وغير السعيدة، اتصلت امرأة بالمفسر وأخبرته بأنها حلمت بأنها تحمل (حقيبة يدوية وفي داخلها محمول فما تفسير الحلم يا شيخ؟ ردّ عليها الشيخ سريعاً من دون أن يستغرق وقتاً في التفكير وقال بالحرف الواحد، الحقيبة هي رحم المرأة والمحمول هو طفل وفي الأغلب ذكر! لا أعرف من أين عرف فضيلة الشيخ المفسر أن المحمول هو طفل فأيام ابن سيرين وغيره من مفسري الأحلام لم يتوفر المحمول سعيد الحظ إياه! كنت أنتظر أن يخبرنا الشيخ باسم المحمول هل هو نوكيا أو سامسونج أو بلاك بيري او آي فون.. عفواً كنت أقصد أن يخبرنا باسم الطفل الذكر المحمول حتى نكون على بينة، فالظاهر لدينا والواضح جداً أن مفسرينا (بيعرفوا كل الكلام) بحسب مقولة الفنان عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة! بعض الأصدقاء اقترح أن نسمي الطفل لو صدق وكان ذكراً (مفوتراً) وإذا أخطأ المفسر وكان بنتاً (باقة) وإذا كان الحمل بتوأم نطلق عليه (قطافاً)! أحد مفسري الأحلام يريد البشارة ولا أعلم هل البشارة من أجل الحمل أم البشارة من أجل الحمل بالذكر، على رغم أني أعرف مسبقاً الإجابة، فالذكر في مجتمعاتنا العربية له صفة إضافية ولا أعلم لماذا؟ نعود للموضوع على برنامج عيشوا معنا قبل حوالى أربع سنوات استضافت المذيعة السعودية أحد المفسرين ليفسر أحلام المتصلات واشدد على المتصلات، لأن اتصالاتهن أكبر وأكثر وأطول من الرجال الذين تتميز اتصالاتهم النادرة بأنها أكثر سرعة وأكثر اختصاراً، وهم في الأغلب لا ينتظرون التفسير! نعود للحلم الذي شرحته المتصلة عن رؤيتها لنفسها تدخل داخل نفق ثم نفق آخر ثم غرفة مظلمة ثم نور من على بعد، فما تفسيره يا فضيلة الدكتور؟ سألها وبالحرف الواحد يا أم صالح هل تضعين مانعاً في جسدك؟ هو سقط منك وأنت الآن حامل، ثم استدرك وحاملاً بذكر، اذهبي لطبيبتك الآن وستخبرك بالحمل وبالذكر ولكن لا تنسينا من البشارة! انكفأت على نفسي بعد أن أغلقت عقلي وحاولت أن أفرد بيدي تكشيرة مروعة سكنت تفاصيل وجهي بقوة.. كيف عرف؟ ما القدرة الخارقة التي يملكها هو ولا نملكها نحن؟ أين درس؟ لماذا نضحك على المتصلين والمتصلات؟ لماذا نطمئنهم أو نبشرهم بشيء لا نستطيع معرفته إلا عن طريق الطب والتحاليل والنبضات والسونار؟ قبل أكثر من عشرين سنة كان هناك إعلان أو مسلسل باسم مقالي فأرجوكم لا تسألوني من هو حسن! أرجو أن تتصلوا به على البرنامج المذكور ربما عرف بقدرته الخارقة من هو حسن! [email protected] @s_almashhady