لأول مرة، احتفى أهالي محافظة الطائف مساء أمس بمهرجان الورد الطائفي التاسع، بنسخته الدولية الحديثة، وانتظم في صفوفهم زوار أجانب من مختلف دول العالم، وبحضور قناصل وممثلين دبلوماسيين مقيمين في المملكة. ويعتبر المهرجان الذي أطلقه أمس محافظ الطائف فهد بن معمر نيابة عن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، والذي تحتضنه حديقة الملك فيصل في «القديرة» لمدة 10 أيام، «مفصلاً تاريخياً» في مسيرة المهرجان، إذ دخل الورد الطائفي من خلاله إلى بوابة العالم إنتاجاً وتسويقاً وتصديراً. وتجول محافظ الطائف وضيوف المهرجان على معارض المستثمرين والمنتجين لورد الطائف، واستمعوا إلى شرح عن كيفية استخلاص المشتقات العطرية للورد، وشملت الجولة أيضاً الأركان المخصصة للحرف اليدوية التي مازالت صامدة أمام معطيات العصر الحديث، وتجول محافظ الطائف وممثلو القنصليات على سجادة الورود والزهور التي نُسقت وحيكت بطريقة فنية تربعت وسط موقع الفعالية. واعتبر المزارع عابد القرشي، مهرجان ورد الطائف العام الجاري قفزة عملاقة نحو العالمية، متوقعاً أن تزيد الاستثمارات في مجال الورد، وتشهد تنافساً وتوسعاً وامتداداً غير مسبوق في المساحات الزراعية، وتطويراً في أساليب استخلاص المنتج، لافتاً إلى أن القنصليات التي شهدت حفلة الافتتاح تمثل دولاً لديها باع طويل ومتقدم في المجال الصناعي ما يؤكد أن الورد الطائفي سيحظى باهتمام أكبر وانتشارٍ عالمي. بدوره، أكد المرافق لوفود القناصل والزوار الأجانب، حرص قناصل الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية، وغيرها من الدول على زيارة موقع مهرجان ورد الطائف، للاطلاع على مراحل الإنتاج والتسويق، الأمر الذي اعتبره «بشارة خير» لمستقبل الورد الطائفي. واحتشد مئات الزوار في جنبات حديقة الملك فيصل في «القديرة» شمال محافظة الطائف مساء أمس، من مختلف الجنسيات، مؤكدين بوضوح على القوة الشرائية لخام ومستخلصات منتج الطائف، إلى جانب حب الاستطلاع وإثراء معلوماتهم عن ورد الطائف وكيفية زراعته ورعايته وحصاده. وقال الزائر محمد السبيعي: «تميز ورد الطائف عبر العصور برائحته الزكية، فألبس بنبتته الصغيرة في حجمها المدينة بأكملها مسمى «مدينة الورد»، واكتسحت في طريقها أسماء ارتبطت بالمصيف اللطيف من ضمنها «وج» و «شبرا» و «شهار» و «الجيش» وغيرها من المسميات التي أخذت تتهاوى أمامها على الرغم من ضخامة حجم معانيها وجزالة لفظها وما تحمله من تاريخ، إلا أنها لاتعدو كونها أسماء شوارع رئيسة». ولفت محمود الريمي إلى أن من البراهين التي كشفها التاريخ للجيل المعاصر عن مكانة الورد ، دخوله في مفردات قصائد الشعراء في السنوات الماضية. وأضاف الريمي: «يقول أحدهم في مطلع قصيدته: ياطائف الطائف الخضراء خبرني... عن عشبة رشها الشلال بالعبق....عن وردة الصبح كيف الطل قبلها... فظفرت عن شعرها المبلول بالشفق». وذكر سعيد الزهراني أنه حرص على حضور الاحتفاء بالورد الطائفي، وأنه خرج بشكل مختلف عن المعهود، إذ إنه خاطب العالم وطرق أبوابه.