أكد الرئيس التنفيذي لشركة «طيران الخليج»، سامر المجالي، ان الشركة ليست نادمة على خيار تركيز الاستثمار في المنطقة على رغم انعكاس أحداث «الربيع العربي» سلباً على نشاطها، وأعلن انها بصدد تشغيل رحلتين يومياً الى عدد من الوجهات في المنطقة ومن بينها بيروت، آملاً في ان تتمكن الشركة من استعادة تشغيل خطوطها الى العراق في وقت قريب والى ايران عندما تسمح الظروف. وشدد على ان ارتفاع كلفة الوقود يعتبر تحدياً اساسياً يواجه شركات الطيران في شكل عام. وقال المجالي ل «الحياة»، على هامش سباق «جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج» لسباقات «الفورمولا واحد»، الى ان نتائج الشركة المالية للربع الأول من العام الحالي كانت إيجابية وإن الارقام لا تزال في مرحلة التدقيق النهائي، مشيراً الى ان الربع الثاني سيحمل نتائج جيدة أيضاً، خصوصاً ان نيسان (أبريل) تضمن إقامة سباق «الفورمولا واحد»، الذي ساهم في دعم حركة المسافرين. وتوقع ان يكون الربع الثالث في فترة الصيف «مهماً» إذ تنشط حركة السياحة في المنطقة. وقال: «مع ان شهر رمضان المبارك سيحل في منتصف الصيف، نتوقع حركة سياحية ايجابية جداً ونحن متفائلون». ولفت الى ان شركات الطيران في المنطقة تواجه تحديات على مستويين: الاول خفض الكلفة والثاني البحث عن مداخيل إضافية. وقال: «على مستوى الكلفة يبقى ارتفاع اسعار الوقود أكبر مشكلة تواجهها شركات الطيران العالمية والاقليمية نتيجة الزيادة الكبيرة في اسعار النفط، خصوصاً أننا لا نحظى بدعم للوقود في البحرين، وهذا أمر يضاعف الصعوبة. وفي شكل عام فإن الكلفة لدى شركات الطيران محكومة الى حد بعيد أيضاً بمزودي الخدمات في المطارات، فغالبية المطارات فيها وكيل مناولة واحد وهذا يولد نوعاً من الاحتكار، إضافة الى الرسوم والضرائب التي تدفعها شركات الطيران الى المطارات وتعرفات المرور في الاجواء». وتابع المجالي ان «التحديات الاخرى تكمن في السعي الى رفع حركة المسافرين التي تراجعت نتيجة تأثر قطاع الطيران بالأزمات أينما حدثت، وبطبيعة الحال العالم العربي تأثر سلباً وإن في شكل متفاوت خلال العام الماضي بالتحركات السياسية التي حصلت في أكثر من دولة، وبالتالي فإن شركات الطيران المحلية تأثرت أكثر بسبب حصول هذه الاحداث في بلدانها، وهذا ينطبق على طيران الخليج التي تأثرت سلباً بما جرى في البحرين». ونبّه الى ان الأطراف الرئيسة في صناعة الطيران ستدرك أهمية امتلاك الأساطيل ذات الاستهلاك النافع للوقود مع ارتفاع أسعار الوقود وتأثر الناقلات التي تسيّر رحلاتها من الاتحاد الاوروبي وإليه بمخطط تبادل الانبعاث. وقال: «سيحض تأثير ذلك المخطط في هيكلة الإنفاق، بعض الناقلات على زيادة أسعار تذاكرها لاستيعاب الكلفة الإضافية. والأهم من ذلك ان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) يتوقع ان يضيف ذلك المخطط 1.2 بليون دولار على الكلفة الإجمالية للناقلات، الأمر الذي سينعكس في صورة متفاوتة على الأسعار التي تطرحها الناقلات التقليدية والاقتصادية، وهذا سيؤثر في ربحية الناقلات الاقتصادية التي يعتمد تشغيلها على الهوامش الثانوية والإنفاق الاقتصادي». الخطوط القصيرة وأكد ان «طيران الخليج» بنت استراتيجيتها على أساس تكثيف العمل في المنطقة لأنه لم تكن لديها خيارات أخرى وأرادت تركيز استثماراتها على الخطوط القصيرة وقال: «تتنافس شركات الطيران الأخرى على الخطوط الطويلة ونظراً إلى إمكاناتنا، اضطررنا للاستثمار في المنطقة، ومع ذلك نعتقد ان خيارنا كان جيداً بغض النظر عما جرى العام الماضي في البحرين وانعكاساته، لكن الأمور ذاهبة نحو التحسن في المنطقة وسنستعيد عافيتنا تدريجاً». وتابع: «لا تغيير جوهرياً في الاستراتيجية العامة لكننا ننتظر تحسن الاوضاع العامة وان يستعيد الشرق الاوسط عافيته الاقتصادية وبعد ذلك سيعاود قطاع الطيران الانتعاش وستستفيد طيران الخليج تلقائياً من الظروف الايجابية». ولفت المجالي الى ان «طيران الخليج» انسحبت من دعم بعض المبادرات السياحية خارج البحرين نتيجة الأوضاع المالية للشركة، لكنه شدد في المقابل على ان الشركة مستمرة في الاستثمار في النشاطات السياحية داخل البحرين بما يساهم في تعزيز السياحة ويستقطب المسافرين الى البحرين. وقال: «جزء من مهمتنا كناقل وطني ان ندعم السياحة لذلك نحن مستمرون في رعاية سباق الفورمولا واحد ونسعى الى تمديد عقد الرعاية مع الاتحاد الدولي للسيارات الذي ينتهي العام المقبل ونحاول تمديده سنة إضافية الى عام 2014 للتعويض عن الغاء السباق العام الماضي. ونستمر في دعم مبادرات وزارة السياحة والثقافة البحرينية وأولاها مهرجان الصيف».