في البدء ضموا كفوفكم، ارفعوها إلى قريب سميع مجيب، وانضموا معي جميعاً ندعو بالشفاء لكل مريض، ونزيد الدعاء لمرضى الفشل الكلوي أن يمنَّ الله عليهم بشفاء معجل، وأن يعينهم على ما ابتلاهم به، وأن يجزي كل من يساعدهم خير الجزاء. في أسرع استجابة اتصالية بين وزارة خدمية والإعلام وبينهما الجمهور أعلنت وزارة الصحة أمس رفضها تسلُّم كراسي للغسيل الكلوي وإعادتها للشركة الموردة، وكذلك عدم المضي في إجراءات تنفيذ مستحقاتها بعد اكتشاف عدم جودتها المقررة مهنياً لدى الوزارة، ولقد بدأت الوزارة فعلياً في اتخاذ الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات وفقاً لنظام المشتريات الحكومية. وأقول أسرع لأنها لا بد أنها بثت التصريح مساء أول من أمس، وهو نفس اليوم الذي نشرت فيه الزميلة «الشرق» قصة مدعمة بالصور عن هذه الكراسي أشارت فيه إلى تورط وزارة الصحة في صفقة توريد كراسي للغسيل كلوي بمواصفات صينية وصلت دفعتها الأولى التي ضمت 700 كرسي، وكشف مختصون مخالفتها للمواصفات والمقاييس السعودية من حيث أطوال ومقاسات تلك الكراسي التي لا تتفق مع أطوال المرضى السعوديين. متخذ القرار في الوزارة أحسن صنعاً، والمبادر بالقصة وبنشر صور الكراسي «المقلب» أحسن الصنعة الصحافية، وهو أيضاً نشر صور الكراسي القديمة الجيدة فيما يبدو من صورتها، والحقيقة أنه أياً كان «النّصاب» في منظومة هذه الصفقة من الوزارة أو الشركة الموردة، أو المصنعة فهو حقيقة لا يستحي من الله، ولا من خلقه في تعامله مع تجهيز يستخدم لمرضى هم في الحقيقة من أشد الناس معاناة مزمنة. أتمنى ألا يمر الأمر مرور الكرام فمن الواضح أن القصة كشفت شيئاً كان سيصبح واقعاً، سيكلف الوزارة جهداً ومالاً لإصلاحه إذا وصلت الدفعات كلها وتم تسليم المال. لفتني في القصة الإشارة إلى مواصفات جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كلانا» لكراسي الغسيل الكلوي التي تشمل أن يكون مريحاً ومصنوعاً من مواد سهلة التنظيف والتعقيم، أن يراوح عرض الكرسي بين 55 و80 سنتيمتراً، إمكان تحريك الكرسي 3 – 4 حركات، إمكان تعديل ارتفاع الكرسي، إمكان تحريك مساند الكرسي في محورين، تحريك الكرسي بوضعية «تراند لبرغ» للسلامة. وهي مواصفات لم تتوافر في الكراسي الصينية الجديدة، ولكني أعيد تقديمها لكل من يرغب في الاستيراد، أو ربما التصنيع وهو أمر ليس مستحيلاً، وهو من أبواب الخير، ومن الأعمال الخيرية النوعية، وأعرف أنه سيجد من الجمعية كل الدعم والمساندة والمشورة المرتكزة على خبرة واسعة. على قدر الألم في القصة من الإهمال و«الاستهبال» فهي سانحة لنتذكر جميعاً هذه الفئة، وندعم كل جهد نبيل حكومي وخيري لتخفيف معاناتهم، وأذكركم أن جمعية «كلانا» أبرز الداعمين للجهد الحكومي في هذا المجال ويمكنكم دعمها بضغطة زر على هاتفكم. [email protected] mohamdalyami@