توقعت مصادر نيابية أن يشهد الأسبوع المقبل بداية تحول إيجابي في مواقف معظم الكتل النيابية من سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، من شأنه ان يدفع في اتجاه عقد جلسة تشريعية لإقرارها مقرونة بتحقيق توازن بين الواردات المالية لتمويلها وبين النفقات المترتبة على صرفها، مقسطةً على قسطين أو ثلاثة بعد خفض 10 في المئة من قيمتها. وأكدت المصادر ل «الحياة» ان موضوع السلسلة كان محور اللقاءات التي عقدها رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط مع الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وآخرين. ولفتت الى ان هذه الاتصالات أدت الى رفع «الفيتو» عن زيادة واحد في المئة على ضريبة القيمة المضافة، لا سيما من بري ونصرالله، وقالت ان وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي شارك في لقاء جنبلاط - بري في حضور وزير المال علي حسن خليل، يتواصل حالياً مع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي سيلتقي قريباً بري بغية إخراج السلسلة من «عنق الزجاجة» كما صرح جنبلاط بعد اجتماعه ببري. وكشفت عن ان بري سحب تحفظه على زيادة واحد في المئة على ضريبة القيمة المضافة، واقترح التصويت عليها في الجلسة التشريعية على ألا يؤيدها أو يعارضها، لكن اجتماعه بجنبلاط كان وراء تعديل موقفه لجهة ان نائبين أو أكثر من الكتلة التي يرأسها سيصوتون الى جانب إقرارها. وقالت ان جنبلاط تمنى على بري ونصرالله تأييد الزيادة شرط توسيع قاعدة الاستثناءات لئلا يتضرر منها ذوو الدخل المحدود، اضافة الى ان إقرارها يحد من أي تأثير سلبي في الاستقرار المالي في البلد في ظل الأخطار الاقتصادية التي يمر فيها. وكان جنبلاط قال بعد لقائه بري ان «المناسبة أساسا لمعايدته ومعايدة جميع اللبنانيين من خلاله والتشاور معه حول المواضيع العالقة وإن شاء الله نستطيع مع الوزيرين خليل وأبو فاعور والجهات الأخرى، أن نخرج بشكل مدروس من عنق الزجاجة، في موضوع السلسلة». وعما إذا تشاورا في موضوع الرئاسة، قال: «لم نتكلم في موضوع الانتخابات الرئاسية، وليطمئن بال المحروقين على الرئاسة، والذين يزايدون، في الآخر نحن لسنا مسؤولين، والمتمترسين وراء مواقعهم، مع الأسف، من بعض الفرقاء المسيحيين، ليس الكل متمترساً، وليس الكل متخندقاً، هنري حلو موجود، ومستقل ووسطي، وليس متمترساً، لكن الآخرين هم من يحرجون أنفسهم بأنفسهم». وعما إذا كان نصرالله مستعداً للكلام بمرشح آخر غير الجنرال ميشال عون، قال: «الهم المركزي كان هو هم كل الأمة العربية والإسلامية، «غزة»، وغزة عنوانها ليس «حماس» أبداً، غزة عنوانها فلسطين، والذين يظنون انهم بالتدمير، وبهذه المحرقة التي تجري في غزة، يتعبون «حماس» مخطئون. ف «حماس» منتصرة، لكن مع الأسف، يوجد تآمر في مكان ما، من بعض العرب وإسرائيل وأميركا، تآمر على فلسطين، ويظنون انهم ينتقمون من «حماس» ولكن «حماس» ستنتصر كما انتصر لبنان في 2006 في وجه إسرائيل». ميقاتي لوقف العدوان الإسرائيلي إلى ذلك، طالب الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي «المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان ضد شعب يعاني منذ ستين عاماً الاحتلال والقهر والتهجير الممنهج». وقال في تصريح «يجب التحرك لردع العدوان ووقف التعنت الإسرائيلي في رفض كل المبادرات، وتجاهل الجهود التي بذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عبر المضي في بناء المستوطنات وحصار غزة «العزة». وفي المواقف، شدد وزير الإعلام رمزي جريج في حديث إلى محطة «أم تي في» أنه «بات واجباً على سائر القوى السياسية في لبنان من غير المسيحيين، أن يساهموا في انتخاب رئيس جمهورية جديد، ويجب أن يسعى الجميع من «تيار المستقبل» إلى جنبلاط إلى الرئيس بري إلى هدم هذا الجدار ومحاولة التوصل إلى اتفاق حول رئيس جمهورية جديد، سواء كان من 14 آذار أو 8 آذار، كما يقول البطريرك بشارة الراعي، أو من الوسطيين»، معتبراً أن المسيحيين «أضعفوا أنفسهم بعدم اتفاقهم». وأكد أنه ضد التمديد للمجلس النيابي، «والنواب تعدوا مضمون الوكالة المعطاة لهم فمددوا لأنفسهم مرة، واليوم يحكى عن مرة ثانية». وشدد على أن «الذين يساهمون في عدم القيام بواجبهم في انتخاب رئيس جمهورية، يساهمون في تفسخ بنيان الدولة. الآن هناك فراغ في المجلس النيابي، وعدم دستورية التمديد. ولا أعرف إذا سيتم الطعن به». واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ياسين جابر أن «هيئة التنسيق النقابية لا بد أن تقبل بسلسلة تتناسب مع قدرات الخزينة، وتلبي مطالب موظفي القطاعات العامة، وان تقنع بأن خير الأمور الوسط»، لافتاً إلى أن «إنضاج الأمور يحتاج إلى اكثر من لقاء بري- جنبلاط، هناك فرقاء آخرون ومواضيع خلافية عديدة». وعن احتمال التمديد للمجلس النيابي، قال: «حتى الآن لا يوجد قرار نهائي بحتمية التمديد، ولكن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة، حيث إن الأمور تتغير من يوم إلى يوم، فإن التمديد سيكون أبغض الحلال، لكن إذا استحقت التواريخ المحددة وسمحت الظروف بإجراء الانتخابات فمن الأفضل إجراؤها». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار في حديث للإذاعة نفسها أن «الاتصال بين جنبلاط وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري تناول الرئاسة الأولى»، واعتبر أن «السلسلة موضوعة على نار حامية»، متوقعاً اجتماعات متلاحقة بدءاً من الغد بشأنها للوصول إلى صيغة تكفل إقرارها وتكفل تحقيق التوازن لجهة تأمين الموارد الموثوقة، وهذا ما بحثه الرئيس فؤاد السنيورة مع هيئة التنسيق النقابية». واكد أن «لا مقايضة بين إقرار السلسلة والتمديد للمجلس النيابي لأن الأمرين منفصلان»، مشدداً على أن «تيار المستقبل يحرص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، على أن يسبقها انتخاب رئيس للجمهورية».