طالب أكثر من 150 طالبة وطالب من قسم الدراسات القرآنية في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، باعادة النظر في القرار القاضي بإغلاق قسم الدراسات القرآنية كلية التربية آخر العام الدراسي الحالي. وقال الطلاب: «إنه مازال هذا التخصص مطلباً مهماً لدى الكثير من الطلاب المتخرجين من الثانويات العامة»، مطالبين وزير التعليم العالي ومدير جامعة الملك عبدالعزيز بالنظر في رغبات المئات من الشبان التخصص في هذا الجانب، وإن الحاجة ما زالت قائمة حتى لمتطلبات المساجد والجوامع في مدن المملكة وإن فرص العمل ما زالت أيضاً قائمة في هذا الشأن. وأوضح نواف العمري أحد المتسابقين في الفرع الثاني من المسابقة أن إغلاق قسم الدراسات القرآنية قرار غير صائب، وأن على الجهات المسؤولة سواء الجامعة أو وزارة التعليم العالي النظر بعمق في هذا القرار. وأضاف الطالب سعود شاهين: «إن قرار إغلاق القسم قتل طموحات وأحلام الكثير من الشبان والشابات الجدد في الالتحاق بهذا القسم»، مشيرين إلى أن فضل القرآن عظيم ودراسته فيها الكثير من الثواب. وعلق عميد كلية التربية الدكتور حسن بن عايل بأن الجامعة ستغلق قسم الدراسات القرآنية بنهاية هذا العام، موضحاً أن هناك جهوداً تجري حالياً من أجل إبقاء هذا القسم كقسم مستقل، وعدم ضمه إلى أقسام أخرى نظراً للحاجة الموجودة لهذا التخصص في جميع أنحاء المملكة. وكانت مسابقة القرآن الكريم المنعقدة حالياً في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الجامعة، واصلت أمس فعالياتها، إذ استمعت لجنة التحكيم العليا إلى قراءة 40 طالباً في الفرع الثاني للمسابقة وهو حفظ 20 جزءاً من كتاب الله إلى جانب 25 طالبة في قسم اللجنة النسائية. وأكد رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة الدكتور صلاح باعثمان أن الطلاب والطالبات، وعددهم 23 طالباً تميزوا في الفرع الأول من المسابقة، بحفظ كتاب الله وترتيله وتجويده، وأن اللجنة العليا أثنت على أداء هؤلاء الطلاب، مبيناً أن اللجنة تدرس حالياً نتائج الفرعين الأول والثاني لاختيار الفائزين. من جهته، أوضح عميد شؤون الطلاب في الجامعة الدكتور عبدالله مهرجي أن الجامعة شكلت 60 لجنة إشرافية من أجل إقامة هذه المسابقة، لافتاً إلى أن مسابقة قسم الدراسات القرآنية الكبرى للقرآن الكريم لطلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وضعت جوائز يصل مجموعها إلى مليون ريال إلى جانب جوائز للحاضرين. وأعلن الدكتور مهرجي أن الجامعة تسعى إلى أن تكون هذه المسابقة على مستوى الجامعات السعودية وعددها 25 جامعة، من أجل مشاركة أكبر وتفاعل أجمل بين شباب الجامعات السعودية، وأضاف: «ولدينا أمل أن تكون بعد ذلك مسابقة عالمية يرعاها خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص على الاهتمام بالقرآن وحفظته ودعمه الكبير للشباب من أجل التخلق بخلق القرآن». واستعرض الدكتور مهرجي دور المملكة في هذا الشأن، مشيراً إلى أن آخر إحصاء أصدرته الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، يشير إلى أن عدد جمعيات القرآن الكريم في مختلف أرجاء المملكة وصل إلى 144 جمعية مابين رئيسة وفرعية، بينما بلغ عدد الدارسين والدارسات 641 ألفاً و296 طالباً وطالبة، وعدد الحلقات التي يدرسون فيها 31 ألفاً و657 حلقة وفصلاً، وعدد المدرسين 28 ألفاً و609 مدرسين ومدرسات، مفيداً أن عدد الحافظين لكتاب الله بلغ سبعة آلاف و249 حافظاً وحافظة. وأشار إلى أن المسابقة وضعت أربعة أهداف رئيسة لها من أبرزها بيان أهمية الدور الذي تقوم به الجامعة في نشر كتاب الله تعالى وتعليمه بين طلاب وطالبات الجامعة وكلياتها وتنمية الرغبة لديهم وربطهم في الاستمرار بتلاوة القرآن وحفظه إلى جانب تشجيع الإبداعات والمواهب لديهم. إلى ذلك، تجاهلت جامعة الملك عبدالعزيز القرارات الصادرة أخيراً بمنع دخول طالبات «الإيمو» والمسترجلات «البويات»، واختارت أسلوب النقاش والمعالجة من خلال دراسة سلوك الطالبات محل المشكلة. وأكدت وكيلة عمادة شؤون الطالبات في الجامعة الدكتور هناء جمجوم ل«الحياة» عدم معارضة الجامعة للقرار، لكنها قالت: «لم نصل إلى الآن إلى منع أية طالبة أو حالة تعاني من الشذوذ من حقها في الدراسة، فنحن لا نستطيع منع أية طالبة مسجلة في الجامعة، فكل طالبة لها حق التعلم، ولها حق علينا بتوجيهها ونصحها». وأوضحت أن الجامعة رصدت العام الماضي ظاهرة انتشار «البويات» أو فتيات «الإيمو»، وأجرت دراسة عليهن بهدف الاحتواء، وليس منعهن من الدراسة. وأضافت: «نحاول استقطابهن والتعرف على المشكلات التي يعانين منها، إذ يُحوَّلن إلى مركز الإرشاد الجامعي، وهو مركز تابع للعمادة مهمته مساعدتهن على تجاوز المشكلات النفسية والاجتماعية والدراسية من خلال احتوائهن وتأهيلهن». وأشارت إلى أن معظم الطالبات اللواتي خضعن للاختبارات لا يعانين من مشكلات حقيقية أو ميول شاذة، وأن سلوك «البويا» أو «الإيمو» ليس سوى محاكاة أو تغيير في المظهر الخارجي ومواكبة للموضة، وأضافت: «يجب علينا عدم التسرع في الحكم الأولي على هذه الفئة من الطالبات، وهو أمر مرفوض تماماً، فالاختبارات التي نجريها هي صاحبة الفصل، وبعض طالبات «البويا» و«الإيمو» متفوقات دراسياً ولم تسجل عليهن أي حالات عنف».