شدد الشاعر محمد الدحيمي على أن الساحة الشعبية في الوقت الحالي تمتاز بالإمكانات الهائلة، لكن معظم شعرائها الآن ينطبق عليهم المثل: «خذني جيتك». وقال الدحيمي ل«الحياة»: «الإعلام الجديد لم يضر بالشعر والشعراء، لكن معظمه أصبح تسويقياً ومادياً، والإعلام الجيد والمقنن والمتقن يحفظ لسيد الشعر قيمته، ويخدمه، ويعتبره قناة تواصل بين الشاعر ومحبيه، بيد أنه يندر إلا من مطبوعتين أو ثلاث». وأضاف أن مشاركته في برنامج «شاعر المليون» قبل أعوام عدة كانت غلطة، واحتفالية لم تعد تشرّفه ولا يتشرف بها، مشيراً إلى أن شعراء «الهياط» يتربعون على عروش الإعلام «المهترئ» فقط، وفي النهاية هم فقاعات صابون. محمد الدحيمي، غاب طويلاً عن الساحة الشعبية... لماذا عدت الآن؟ - أتفق معك تماماً، إذا كان المقصود بالغياب عن الساحة الشعبية من خلال حضوري في المطبوعات، والقنوات، لكنني موجود بشكل كبير في المنتديات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و«تويتر». هل عودتك تحمل جديداً لمتابعيك؟ - أتمنى أن تكون عودتي تحمل جديداً لمحبي شعر محمد الدحيمي. بعد أعوام قضيتها في الساحة الشعبية... كيف تراها في وقتها الحالي؟ - الساحة الشعبية في الوقت الحالي تمتاز بالإمكانات الهائلة، لكن معظم الشعراء الآن ينطبق عليها المثل: «خذني جيتك». دعني أحدثك عن فيديو كليب لشاعر عرضته إحدى القنوات التلفزيونية، نصف أبيات قصيدته «مكسورة»، والنصف الآخر «سوالف». فحدّث ولا حرج. الإعلام الجديد... هل خدم الشعراء، أم أنه أضر بهم؟ - لم يضر بالشعر والشعراء، لكن معظمه أصبح تسويقياً ومادياً. الإعلام الجيد والمقنن والمتقن يحفظ لسيد الشعر قيمته، ويخدم الشاعر، ويعتبره قناة تواصل بين الشاعر ومحبيه، بيد أنه يندر إلا من مطبوعتين أو ثلاث. كتبتَ كثيراً عن الغربة والمعاناة... لماذا اخترت هذين الموضوعين؟ - أنا لم أختر الموضوعين، أنت من اخترتهم، وللأمانة أنا أكتب ذاتي بكل صدق، وتجدني مع الشعر أينما وكيفما اتفق. معظم قصائدك تتضمن أبياتاً موجهةً إلى والدتك... ما سبب ذلك؟ - ربما لأنني أشعر بحب أمي كثيراً، والأم في القصيدة لا تعني بالضرورة الوالدة، قد تكون رمزية للوطن، والأرض، وفي النهاية شعور نبيل يخبرك بأنك مقصر تجاهها مهما أعطيت. لماذا لا تكتب عن الغزل والحب كثيراً، أسوة بزملائك؟ - كتبت الكثير في الحب والغزل بعضه نشر، ومعظمه لم ينشر. لديّ قناعة في عدم نشر بعض النصوص ربما تكون قناعة ذات احتمال، ولكنها تظل قناعة. أتى شعراء من بعدك، واشتهروا أكثر منك... هل تلوم الإعلام في ذلك، أم تعاتب ذاتك؟ - في وقتنا هذا أقول لكل شاعر أشهر مني ليس بالضرورة أن يكون أشعر مني. الشهرة الآن مسألة حظ وتوفيق ليس لها علاقة بالشعر. اشتهر بيت شعري لك «تكفى ترى تكفى تهز الرياجيل»، وعلى رغم ذلك لم يعرفك الكثيرين... هل الجمهور يبحث عن القصيدة فقط؟ - الجمهور واعٍ جداً يبحث عن القصيدة ثم شاعرها، وإن كان هناك تعتيم أو تهميش فهي من الإعلام الرديء، أما الإعلام الحقيقي الصادق فهو كفيل بإيصال القصيدة مع شاعرها. شاركت في جولات برنامج «شاعر المليون» ولم توفق في التأهل لمرحلة ال48، وبعدها اختفيت... هل شعرك لم يعجبهم؟ - أضحكتني بهذا السؤال، ولا تدري أنه من الممكن أنني تأهلت واعتذرت، أو هم اعتذروا، وعلى فكرة السؤال هذا يحتاج إلى الاستعانة بصديقين: بدر صفوق، وعبدالله حمير القحطاني. عموماً مشاركتي في «شاعر المليون» كانت غلطة، واحتفالية لم تعد تشرفني، ولا أتشرف بها. المسابقات الشعرية استبعدت شعراء مميزين، ألا ترى أنها أساءت إلى الشعراء، أم أن الشعراء أنفسهم كشفتهم تلك المسابقات؟ - مجرد تصنيفك ووصفك لهم بشعراء مميزين هو جواب كافٍ عن السؤال. لماذا أنت مُقل في الأمسيات الشعرية؟ - نعم أنا قليل الحضور في أمسيات «الهياط» الشعرية، ولديّ رصيد جميل من الأمسيات المميزة، التي أفتخر بها. شعراء «الهياط» يتسيدون الساحة الشعبية الآن... من وجهة نظرك متى يختفون تماماً؟ - أعترض على جملة شعراء «الهياط» يتسيدون الساحة الشعبية، فهم يتربعون على عروش الإعلام المهترئ فقط، وفي النهاية شعراء «الهياط» فقاعات صابون، لكن حتى لا تكون النظرة سوداوية. في وقتنا الحالي شعراء رائعون هُضمت حقوقهم نتيجة اختلاط الغث بالسمين، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح.