لا ينفك أهالي أحياء شمال شرقي جدة من المطالبة بإعادة النظر في شكاواهم المتكررة التي لم تجد لها صدى لدى الجهات الخدماتية، وفي مقدمها تصحيح وضع التحويلات والمداخل المرورية لأحيائهم التي تعاني من عشوائية مرورية بسببها، بعد أن حاصرتها المشاريع وضيقت على السكان الخناق حال خروجهم إلى أعمالهم وعودتهم منها، فأمسى التنقل بسهولة في أرجاء تلك المنطقة محفوفاً بالمخاطر ومفاجآت الحوادث. بيت قصيد المشكلة لم يكتمل بعد، فقرع الشاحنات بثقلها على طرقات تلكم الأحياء أصبح أمراً مألوفاً، إثر سريان العمل في مشروع قطار الحرمين متزامناً مع أعمال مشاريع الجسور المؤدية إلى الأحياء. ويستعين سعد المالكي، وهو من أهالي حي الماجد، بمثال ليشرح معاناة السكان في الدخول والخروج من الحي بقوله: «حاصرتنا المشاريع بالتحويلات التي أتمت عاماً كاملاً من العمل من دون أن يكتمل إنجازها، فمثلاً المقبل من المدينةالمنورة إلى جدة بعد تجاوز «كوبري عسفان» لا يستطيع الدوران للعودة إلى الأحياء الشرقية إلا بعد أن يقطع مسافة 50 كيلو متراً ذهاباً وإياباً متجاوزاً «كوبري الحجاج» و«القاعدة الجوية» التي أغلقت مداخلها للأحياء الشرقية منذ عام ونصف عام، ولا يمكن لأحدهم العودة إلا بعد الوصول إلى مخرج «كوبري شبك المطار» بعد قطع مسافة ثلاثة كيلو مترات، والعودة من إشارة تقاطع شارع الأمير ماجد قبل إغلاقه، وبذلك لن نستطيع العودة مطلقاً إلا بعد أن نصل إلى داخل المطار، لإيجاد مكان للدوران والعودة في الاتجاه نفسه». ويقول أحمد الزهراني: «لانستطيع الوصول إلى منازلنا شمال شرقي الخط السريع ونحن عائدون من طريق المدينة باتجاه الشمال إلا بعد الوصول إلى مشارف محافظة عسفان من خلال طريق استحدث أخيراً اسمه «طريق المية»، الذي يصل طريق عسفان بأحياء شمال شرقي الخط السريع، لكنه يفتقد وسائل السلامة من حيث التخطيط أو الإنارة والرصف العمومي». ويتساءل سالم الجهني من سكان حي الحمدانية: «لا نشتكي فقط من مشكلة الوصول إلى أحيائنا وإغلاق المداخل، ولكن لماذا لم تستحدث تحويلات مناسبة يتم اختيارها قبل البدء في المشروع؟، فضلاً عن ذلك فنحن مستاؤون من قلة التنظيم المروري داخل أحيائنا، إذ نعاني من عشوائية مزعجة عند تلك التقاطعات». ويرى المتحدث الإعلامي لدى إدارة مرور جدة المقدم زيد الحمزي أن استحداث التحويلات في الطرق السريعة يعد بالغ الخطورة، خصوصاً أن مداخل تلك الأحياء تقع على طريق الحرمين السريع، ما يستوجب على الجهات المتعهدة لتلك المشاريع تأمين خطط نقل بديلة قبل أن تتزامن المشاريع مع بعضها.