تجاوز فريق الأهلي أصعب محطة في مجموعته في دوري أبطال آسيا، واستطاع أن يكسب النصر الإماراتي بثلاثة أهداف في مقابل هدف واحد، قفز معها إلى صدارة المجموعة بسبع نقاط. ولعلّ صعوبة المباراة تكمن أولاً في المنافس، فهو فريق قوي، ويضم مجموعة من اللاعبين غير المواطنين أصحاب مستويات مميزة وأداء عال، ثم إلى الحافز الذي يلعب به الفريق الضيف، وهو الفوز والتقدم خطوة إلى الأمام في هذه المجموعة. أما الأمر الثاني الذي جعل المباراة تصنف بأنها صعبة على الأهلي، فلأن الفريق فقد للتوّ، وقبل أربعة أيام فقط من مباراته الآسيوية لقب الدوري، وهذا ما كان يمثل حملاً كبيراً على لاعبي الأهلي ومدربهم أمام جماهيرهم التي قدمت لهم كل أصناف الدعم والمؤازرة. قبل المباراة قدم لاعبو الأهلي تذاكر مباراتهم أمام النصر الإماراتي هدية لجماهيرهم، إذ أرادوا أن يقابلوا الوفاء بوفاء مماثل، ويردوا بعض الدين لجماهيرهم العاشقة والمتيمة بناديها، فكانت خطوة موفقة وذكية من اللاعبين. هناك من راهن على أن جمهور الأهلي لن يأتي بكثافته المعهودة، وهم بذلك ينظرون إلى حالات مماثلة لجماهير أندية أخرى خرجت فرقها من بطولة، فقاطعتها جماهيرها عن الحضور في المباريات التالية. لكن جمهور الأهلي كان له رأي آخر، وكأنه يقول «نحن لسنا كغيرنا»، وكانوا بالفعل ليسوا كغيرهم، بل إنهم بحضورهم اللافت أذهلوا المتابعين، فكيف استطاعت هذه الجماهير أن تجعل بطولة الدوري، وفقدان اللقب خلف ظهرها خلال فترة قصيرة جداً. أي جمهور هذا؟ إنها ظاهرة يجب درسها وتعميمها، والاستفادة منها، فجمهور الأهلي تجاوز دوره كجمهور يدعم ويؤازر، إلى جمهور يلعب دور الاختصاصيين الاجتماعيين، ويقوم بدور أطباء علم النفس في التشجيع والتحفيز، وإطلاق المواهب والقدرات. حتى وفريقهم يتأخر أمام الفريق الضيف بهدف مباغت، وقف الملعب كله يردد «أهلي.. أهلي»، ولمن كان لا يعلم أن الأهلي متأخر بهدف، لظنّ أنه متقدم بخمسة أهداف، فهنيئاً للأهلي ولاعبيه بهذا الجمهور «المختلف». هناك في التحليل الفني كان الدكتور عبدالرزاق أبو داود «محلل السعودية الرياضية»، يردّ على مدير إدارة الفريق الأهلاوي طارق كيال في دفاعه عن دفاع الأهلاويين، وتوضيح وجهة نظره حول من يصف دفاع الأهلي بأنه سيئ. لم يعجبني ردّ «أبو داود»، اذ تبين أن «في نفسه» شيئاً على طارق، الذي لم يعط دفاع الأهلي الأفضلية كثاني أفضل دفاع بين فرق زين، ولغة الأرقام هي خير من يحدد الأفضلية، وكان على «الدكتور» وهو الأهلاوي المعروف، أن يكون ردّه بعيداً عن الانفعال الذي بدا واضحاً على معالم وجهه، فليس المكان مكان «مباراة بين اثنين» لتحديد الأكثر قدرة على الفوز بالتصويت، وإنما الأكثر قدرة على إيصال الفكرة والمعلومة! [email protected]