لم يكن أمام فريق الأهلي إلاّ أن يكسب لقاءه أمام فريق الاتفاق في الجولة الخامسة عشرة، ليؤكد أمرين لا ثالث لهما: الأول، طمأنة جمهوره العريض بأنه عائد، والثاني، عدم السماح للاتفاق بتكرار فوز الدور الأول. والحقيقة أن الأهلي نجح وبامتياز في كسب رضاء جمهوره أولاً بفوزه الكبير، وأداء لاعبيه المميز الذي لازمته عودة الروح، إضافة إلى تحقيقه كسباً معنوياً مهماً على أحد فرق الصدارة الذي يقدم نفسه في هذا الموسم بصورة مختلفة وجذابة. لم يختلف أهلي هذا الموسم عن أهلي المواسم الثلاثة الأخيرة، حيث تكون بداياته متعثرة، وتستمر حتى نهاية الدور الأول من الدوري، ثم يتغير الفريق أداءً وحضوراً مع بداية الدور الثاني، وهذه إحدى نواحي الخلل في فريق الأهلي الأول. الآن وبعد أن وصل رصيد الأهلي النقطي إلى «17 نقطة»، وبعد أن فاز بإعجاب المحبين وغير المحبين، واستحق لقب فريق الجولة الأخيرة في رأي النقاد والمحايدين والخبراء، حتى وإن ذهب تصويت الجمهور لفريق آخر. فإن هذا الفوز الكبير لا يجب أن يغيّب حقيقة وأهمية حاجة الفريق إلى التعاقد مع مدافع أجنبي خبير - والأفضل أن يكون عربياً - وحاجته إلى لاعب محور دفاعي، أو صانع لعب، وهذه تخضع لرؤية المدرب الفنية وفق حاجات الفريق. لكن من خلال متابعتي للفريق الأهلاوي في الدور الأول ومباراتيه الأخيرتين، أرى أن أهم مركزين يحتاجان إلى دعمهما بلاعبين أجنبيين مع بداية فترة التسجيل الثانية في يناير المقبل هما مركز متوسط الدفاع، ومركز صانع اللعب. ولا أدري ما حقيقة بعض الأخبار التي وردت في بعض الصحف المحلية، والتي أشارت إلى حيرة إدارة الأهلي من ارتفاع مستوى اللاعبين البرازيليين، لاعب الوسط مارسينهو، والمهاجم وندرسون في مباراة الاتفاق، وأن ذلك قد يعيد النظر في مسألة الاستغناء عنهما. وسواءً كان ذلك ناتجاً من تسريبات من البيت الأهلاوي، أو كانت مجرد اجتهادات صحافية، فإن من الأفضل لفريق الأهلي من وجهة نظري الشخصية البحث بشكل جاد عن لاعبين آخرين، وإعارة البرازيليين الحاليين إلى فريقين خارجيين. إن مشكلة الأهلي المزمنة تكمن بالدرجة الأولى في التردد، وهذا ما عانى منه الأهلي كثيراً، وأبعده عن المنافسة على بطولة الدوري، ولن يعود الأهلي إلاّ إذا تخلص من ذلك، واستغل فترة التوقف المفيدة جداً في معالجة أخطاء بداية الموسم. أما أهم مكاسب الأهلي من الجولة الخامسة عشرة وربما كانت أحد أهم مكاسبه في الموسم كله، فهي عودة «تيسير 2007»، بكل روعته وجاذبية أدائه، وفكره العالي ودهائه، وقد صدقت تلك النظرية التي تقول إن لاعباً واحداً قد يشيل فريقاً كاملاً، وهذا ما أكده تيسير في مباراة الاتفاق، فقد سجل وصنع وأبدع وتألق، وقاد فريقه إلى تحقيق الفوز بخماسية. ولا شك أن عودة تيسير تحسب لإدارة النادي، وإدارة الفريق، وقبل ذلك للاعب نفسه، وهذا يجعل جمهور الأهلي ينتظر عودة لمالك - الحاضر الغائب - فهل قربت عودة مالك؟ [email protected]