أرأيت يوماً طفلاً يحمل بالوناً أسودَ؟ أرأيت طفلاً يعقدُ حاجبيه صباحَ عيد؟ في القدس رأيت أطفالاً أشقر وأسمر وأجعَد وطفلاً في عينيه قهر الرجال وحزن الأرض وحسرات النساء يسأل بؤبؤاه: ماذا جنيت؟ في القدس رأيت على وسادة الأقصى بعد الفِطرِ بائع بالونات سود يرفض أن يبيع! ويرفع كتفيه حائراً: ما نفع النقود؟ ويقول في عز الصيف: ما هكذا يأتي الربيع وشابٌ يرسم على قلبه؛ أهلَه قد يئِس من فزَّة يقترب من البالونات السود ... بضجّة يأخذها ويوزعها على أطفال القدس عنوة وهو يهتف في آذانهم: غزّة.. غزّة ويرسم الغضب نفسه تبدو قبة الصخرة شاحبةً مع أن اليوم عيد ويصرخ أحدهم في وجوه المستغربين: فلسطين في كل جِيد والحق لا ينقص؛ بل يزيد أيا شعب استعرْ أيا شعب استعرْ فأنتم يا بني فلسطين لا تموتون كالآخرين وعزرائيل.. يخفف عن أرواحكم الركام والحديد وينظر نحوهم، ويهمس بلهفة: هل من مزيد؟ الرياض - 1 شوال 1435 28 يوليو 2014