جوار القدسالمحتلة وبعيدا قليلا عن غزة أيضا المحتلة ، كان هذا الحوار بمناسبة ذكرى النكبة 15 / 5 ، 1948م التي نسي تاريخها كثيرا من العرب والفلسطينيين المزاودين على تاريخ فلسطين ونضال ريادييهم ، بين مناضل حقيقي بدأ مناضلا وانتهى كذلك وما زال ، ثار وناضل من أجل القدسوفلسطين ومن أجل حرية شعبها ولتحديد مصيره ، وبين مقاوم مزعوم بدأ مقاوما مصطفا بشراسة إلى جانب دمشق وحزب الله وطهران ومؤمنا حتى النخاع بنظرية الغاية تبرر الوسيلة ، وانتهى مجرما شرسا سجانا إلى جانب إسرائيل صانعة السجون الجماعية وبانية الجدر والموانع العنصرية ، انضم ومن يوم ولادته العسرة ومقدمه المشؤوم لحزب المقاومة والممانعة المنحل من أجل أن يسود حزبه ويحكم ويرسم ويتحكم برقاب العباد ومن أجل أن يقال عنه مقاوم وقد قيل ، وتحت نار الحديد المنصهر المسكوب وفتاوى شيخ الإفتاء التجاري المربح لقطر وقناتها الجزيرة نيافة القرضاوي الملهم العظيم سرعان ما انقلب على مفهوم المقاومة وخطها وسبلها ، وعلى دول الممانعة وبمقدمتها طهران التي كثيرا ما شتم قومه وقيادته فيها وباضت لحركته ذهبا ، وعلى المقاومين الحقيقيين فقتلهم وشردهم وزج من أمسك بهم بالسجون والمعتقلات التي أدارها قبل حكمه وانقلابه السجان الصهيوني المجرم . كان بينهما مقدسي رسمت الأيام على صفحات وجهه خطوط ومنحنيات عميقة ، لو دققت بها لرأيت تعاريج وخطوط كنتور تضاريس القدس ومخططات بيوت القدس ومآذنها ومقدساتها ، صفحات تاريخها وإرثها وموروثها ، حتى مسار عذابها الذي لاقته على يد المستوطنين الصهاينة اللذين يعيثون في القدس وحارات القدس فسادا وإفسادا ، وباتوا اليوم في غزة وجوارها بفضل المقاوم المزعوم وصحبه وأهله في غزة وبقدرتة وطفح القرضاوي مرحبا بهم أمنين مطمئنين هانئين ، بعد أن منع وسلاحه حتى الطير الغزي من الاقتراب من حدود مستوطناتهم ومزارعهم . بدأ المناضل بالإشارة إلى ضرورة أن تتوجه الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية الحثيثة لإنقاذ القدس ، ومعالم القدس ، ومقدسات القدس ، وبيوت القدس ، وتاريخ القدس ، وكل سكان القدس ، وبأن يتوجه كل العرب الميسورين منهم والفقراء والمناضلين بدل زيارة عاصمة أليس الضباب ، وحظيرة الشانزيليزيه ، ومدن الآيس كريم ، وقاهرات السحاب في دول الغرب والشرق ، وجبال الضيف الأبيض الجليدي في أوروبا ليتزلجوا فوقها متعة وبطرا وتنكسر أرجلهم وظهورهم وتشهد عليهم وجلودهم يوم لا تنفعهم معذرتهم ، دعوة العرب والمسلمين لزيارة القدس الأسيرة التي أسرى برسوله العربي المصطفى إليها ، ليحسوا ببيوتها المتصدعة وشوارعها المدنسة ويقدموا المال اللازم لإبقائها بيد أصحابها ، ويتجولوا بساحاتها اللاهية فيها قطعان المستوطنين دون رقيب أو منقذ أو حسيب ليعيدوها تنطق بالعربية وتنبض بالحياة ، وليلتحموا بشعبها الصامد المستهدف من التعذيب والقتل والتهويد ويقدموا له كل التحية والقبل والعرفان . جن جنون المقاوم المزعوم بمجرد سماعه اسم القدس ، حتى تخيل المناضل أنّ الصهيوني الساكن بجسم المقاوم المزعوم خرج من جسده الميت بالإحساس ليدافع عن يهوديتها وحق يهود فيها ، إلا أنّ المناضل الحقيقي والمقاوم الشريف كعادته صبر على مَن مِن المفروض أنه فلسطيني أو هكذا يدعي ، وعلى تجاوزاته الوطنية وخروقاته القومية وخروجه على المألوف الإسلامي ، مبديا تساؤله عن سر تحوله من مقاوم للفعل الصهيوني أو هكذا قال إلى مقاوم شرس لمنع العرب والمسلمين والحجاج من زيارة القدس ، ولم بات بمقدمة الصفوف المانعين لزيارتها والإعداد لتحريرها حتى سبق حاخامات وجنود الاحتلال المانعين لذلك ، وسبق بأشواط المستوطنين الزاحفين إليها زائرين ومحتلين وإرهابيين المهددين حياة سكان وزائري القدس ؟؟؟ ، ولم يحرم زيارة القدس مع أنه يدخل في باب فك الحصار عنها ، وهي المحتلة بطرقاتها وحاراتها وجبالها وسهولها وهضابها والمستهدفة بكرامتها وعروبتها وإسلاميتها وفلسطينيتها ، وبذات الوقت وتحت نفس الحجة والعنوان والاسم يحلل زيارة غزة ويدعوا الفرنجة والعرب لزيارتها وهي المحتلة فعليا بهوائها وسمائها وببحرها وجوارها المؤلم ؟؟؟ . وبوقاحته المعهودة قال غزة أحق من القدس بزيارة قوافل العرب والأجانب حتى لو نسقوا مع السفارات الإسرائيلية في قبرص ولندن والقاهرة ، فهي تريد الدواء والغذاء ونحن نريد حتى المكياج لتحسين وجوه زوجاتنا حتى لو كان منتجا إسرائيليا ، وضيوف غزة يحملون لغزة الدواء والغذاء والذهب والدولار الضروري لبقائنا المديد ولحكمنا الرشيد ، أما القدس فلا تحتاج لا الغذاء ولا الدواء ولا للهواء ... وسكت المعتوه ، ولم يسعفه لسانه اليهودي التكييف والتفصيل والمنبت واللغة من إكمال سفاهته وخزعبلاته ضد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، لكن المقدسي الثائر أجاب فأفاض وأسهب فقال : القدس يا مسكين العقل وناقص الدين وفاقد الحجة والبرهان بحاجة إلى مليارات الدولارات أن ترسل إليها بدل الفاقد غير المأجور المرسل إليكم والمحشي في جيوبكم المجرمة تحت عنوان نصرة غزة ، إلا تعرف يا فاقد الشرف والشيء والعرض أن المقدسي ولترميم منزله يحتاج لرخصة تكلفه أكثر من عشرين ألف دولار ، ولإعادة بناء منزله يحتاج لرخصة تكلف أكثر من خمسين ألف دولار ومثلها وأكثر لدفع الغرامات الإسرائيلية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، ولمحامي خلع متمكن يحتاج المبتلى منا إلى مئة ألف دينار ، وطبعا ليس ليخلع زوجته أو لتخلعه هي من عصمته فنحن لسنا ( سكسيون ) كما أنتم ، بل من أجل أن يخلع ملكية اليهود المزيفة ويثبتها لنا نحن أصحابها الحقيقيين ، إلا تعرف أيها الملتوي بالفكر والمعدوم المنطق أنّ لجنة إعمار القدس المقدسية تحتاج لملايين الدولارات من أجل إبقاء الأقصى المستهدف ثابتا في مكانه ولمنع اليهود من تسويته بالأرض ، فقل لي ماذا قدمتم من دعم للقدس وللمقدسات ولبيوت القدس وعرب القدس ولمنع تهويد القدس غير الزيطة والزمبليطة بيوم القدس ، وماذا قدم قرضاويكم وملاليكم ومرشديكم من ملايينهم لأهل القدس ومقدسات القدس . وبغبائه الأرعن وسفوره القذر وفجوره القبيح وبقلبه الأسود وبلسانه البذيء قال المقاوم المزعوم ، أنا لا أعرف من فلسطين سوى غزة الدولة التي ارتضينا بها وعملنا من أجلها وتآمرنا لبقائها ، ففلسطين حيفا ويافا والقدسوغزة ورام الله وجنين ونابلس والخليل وغيرها ما دام لا وجود لنا فيها فلا يهمنا مصيرها ولا حتى اسمها ، صحيح أننا قلنا سابقا فلسطين من البحر إلى النهر ، أما موقفنا وكلامنا اليوم الثابت هو أنّ فلسطين عندنا هي غزة وفقط غزة ، كما أني لا أعرف من الدعم سوى الدولارات التي قسم زهيد يذهب لإعمار غزة ، والآخر الكثير يدخل جيوب أحبابي المقاومين قدس الله سرهم ، وأنا أيضا لا أعرف من أنواع الدعم إلا الغذاء والدواء والقدس لا تحتاج إي منها ، فسعادة القرضاوي حبرنا الأعظم ومفتينا الملهم وقائدنا الأوحد وإمامنا الأكبر ومرشدنا الأعلى المعصوم قال دعوا القدس لشأنها فإنها بيد اليهود الأمينة ، وواجبكم الشرعي هو الإبقاء على غزة حرة وإمارة إسلامبولية ، أما واجبكم الجهادي الحقيقي فهو تحرير العواصم والمدن العربية من محتليها المريخيين التي فيها أحبائي التابعين ، وأبنائي المخلصين وحزبي الأوحد الحكيم ، فنحن من بايعنا أمريكا والغرب على التبعية وهي بقدرها وقوتها من بايعتنا على تمكيننا في الأرض ، فلها الأمر من قبل ومن بعد . محمود عبد اللطيف قيسي