تشهد ملاعب كرة القدم الفلسطينية حضوراً جماهيرياً لافتاً، إذ يؤمها المشجعون بالآلاف لدعم الفرق، مشكلين لاعباً بارزاً في المعلب، ومؤثرين على نتائج المباريات، وتمتلك أندية الكرة الفلسطينية قواعد جماهيرية كبيرة ومميزة، لعل أهمها قاعدة فريق شباب الظاهرية (غزلان الجنوب) المتوج ببطولة دوري المحترفين الفلسطيني، وحامل كأس فلسطين مرتين. ويزيد عدد مشجعي الفريق في بعض المباريات عن عشرة آلاف يملئون المدرجات ويصبغونها بألوان أزيائهم الخضراء التي تشبه ألوان ملابس لاعبي فريقهم. ويقول المتحدث باسم الفريق علي البطاط: «الغزلان أصبحوا يشكلون ثقافة في كل حارة وبيت في المدينة، وجماهيرهم تمتد من رفح حتى جنين، وفي أماكن لجوء الشعب الفلسطيني»، مضيفاً أن «هذه الجماهير هي التي تحفز اللاعبين على أرض الملعب، وتعطيهم الدافع لبذل كل الجهد لتحقيق الانتصار». ويؤكد رئيس مركز شباب بلاطة محمود جبارة أن حضور الجماهير في الملاعب «يؤثر في نتائج الفرق بشكل كبير، والأداء الجميل كفيل بأن يقنع كل جماهير محافظة نابلس لأن تلتف حول الفريق وتشجعه». ويعتقد مدير الكرة في نادي شباب يطا الصاعد حديثاً إلى دوري المحترفين الفلسطيني زهير أبو طه، أن أداء الفريق يؤثر أيضاً في الجماهير قائلاً: «النتائج الجيدة والأداء المتميز لفريقنا كانا السبب الرئيس وراء الحضور الجماهيري الكبير لمشجعيه». فيما يرى رئيس رابطة مشجعي هلال القدس أمجد طه أن «عزوف نسبة كبيرة من جماهير هلال القدس عن حضور مباريات فريقها كان بسبب تراجع نتائجه في الموسم الماضي»، مضيفاً: «نتائج الفريق المميزة في المواسم الأربعة الماضية، جعلت الجماهير لا تفهم سوى لغة الفوز فقط، وهو ما انعكس سلباً على حضورها عندما تراجعت النتائج». وتحاول الجماهير الفلسطينية أن تقدم أفضل ما لديها خلال المباريات، وأن تبدع في ابتكار أساليب التشجيع. ويوضح عضو رابطة جماهير فريق شباب الظاهرية بهاء أبو شرخ، طريقة عمل جماهير الغزلان في مؤازرة فريقها قائلاً: «نشكل مجموعات من المشجعين تناط بكل منها مهمة معينة، ما يسهل تشكيل المشهد الجماهيري بصورة مميزة، وترسم المجموعات لوحات كبيرة ذات ألوان جميلة وتعبر عن حب الجماهير للفريق واللاعبين، وهناك أيضاً الهتافات التشجيعية والحماسية». بينما تتميز جماهير فريق هلال القدس حامل لقب كأس فلسطين للموسم الماضي، بالحضور الدائم للفرقة الكشفية الموسيقية في المدرجات، والتي تعزف ألحاناً من شأنها إعطاء دفع معنوي كبير للفريق، وإرباك الخصم. لكن ظاهرة أخرى تحضر في الملاعب الفلسطينية أحياناً وهي الشغب الذي تؤكد كل الفرق الفلسطينية محاربته، عبر نشر الوعي وثقافة التشجيع الأخلاقي، والابتعاد عن التعصب الأعمى للفريق، وعقد الندوات والمحاضرات التثقيفية للجماهير، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة من قبل إدارات الأندية والجهات المختصة، بحق مثيري الشغب.