واغادوغو، باماكو – رويترز، أ ف ب - ظهر فرنسيان يحتجزهما تنظيم «القاعدة» كرهينتين في شمال مالي منذ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في تسجيل مصور السبت وناشدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العمل على الإفراج عنهما. وظهر في التسجيل المصور الذي تسلمته السلطات في بوركينا فاسو كل من فيليب فيردون وسيرج لازاريفيك اللذين اعلن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» مسؤوليته عن خطفهما. وبدا فيردون (54 سنة) هزيلاً وظهر مع لازاريفيك (48 سنة) في خيمة وقالا انهما «في الصحراء في ظروف صعبة للغاية». وكان الاثنان يرتديان ملابس سكان الصحراء وعمامتين. وتحدث فيردون قائلاً ان موعد التسجيل هو 22 شباط (فبراير) الماضي، وأضاف انه فقد الكثير من وزنه ويعاني مشاكل صحية. ومضى فيردون يقول: «لهذا السبب أناشد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأطلب منه ان يفعل كل ما هو ممكن لمحاولة حل هذا الموقف». وبدا في احدى اللحظات يقول للشخص الذي يصور الفيلم: «هل هذا جيد؟». وواصل القول بأن خاطفيه أبلغوه أن «الابواب لم تغلق امام المناقشة والتفاوض». وأتاحت مصادر امنية في بوركينا فاسو بث التسجيل المصور وقالت انها سلمته إلى الحكومة الفرنسية على رغم ان باريس ترفض حتى الآن التعليق على الامر. ووجه لازاريفيك نداء مماثلاً لساركوزي وأشار إلى «سجناء (القاعدة) في مالي وموريتانيا»، مشيراً إلى ان خاطفيهم يقترحون إجراء مبادلة. وقال لازاريفيك ان «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مستعد للتفاوض». ويحتجز «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» اربع رهائن فرنسيين آخرين بعد خطفهم في شمال النيجر في هذه المنطقة الشاسعة والوعرة من الجزء الجنوبي في الصحراء الكبرى. وكان انقلاب وقع في مالي في 22 آذار (مارس) الماضي، قد شجع الطوارق على الاستيلاء على النصف الشمالي من مالي وإعلان دولة مستقلة هناك. وكان بين المتمردين مقاتلون إسلاميون مرتبطون بتنظيم «القاعدة». وأبدى محللون خشيتهم من أن تصبح المنطقة الصحراوية ملاذاً لمقاتلي «القاعدة» او «دولة مارقة» مزعزعة للاستقرار في غرب افريقيا. وقال ساركوزي الجمعة إنه يجب فعل كل شيء لمنع ظهور «دولة إرهابية أو إسلامية» هناك. على صعيد آخر، اعلنت مصادر متطابقة ان جماعة انصار الدين المتشددة افرجت السبت عن 160 عسكرياً مالياً كانت اسرتهم خلال معارك مع الجيش النظامي في شمال مالي. وقال موسى آغ حما احد المقربين من زعيم «انصار الدين» اياد آغ غالي: «اطلقنا سراح 160 اسيراً عسكرياً مالياً. بدأنا تجميعهم منذ امس (الجمعة) واليوم اصبحوا بأيدي» السلطات المالية. وأضاف: «فعلنا ذلك باسم الله». وأكد الموظف في منطقة غاو موسى كانتي: «نحن بين غاو (شمال) وموبتي (الى الجنوب الغربي) مع الاسرى. اياد اطلق سراح 160 اسيراً وقد يفرج عن آخرين». وتابع: «التقينا اياد. قال لنا ان كل مسلمي مالي يجب ان يساندوا بعضهم بعضاً. قال لنا انه سيعمل على اطلاق سراح كل السجناء العسكريين الذين ما زالوا معتقلين».