أرسل التنظيم الإرهابي المسمى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، أمس الجمعة، إلى صحيفة «البايس» الأسبانية صورتين لخمسة غربيين خُطفوا في أواخر نوفمبر الماضي في مالي، من جنسيات مختلفة، اثنان من فرنسا وبريطاني وسويدي وهولندي. وتم خطف الفرنسيين، وهما باحثان جيولوجيان، حسب مصادر فرنسية، في ليلة 24 نوفمبر في فندق بمنطقة “همبوري” في شمال شرق مالي.
رسالة انتقامية، ومفاوضات مستمرة
ونفى التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن خطف “رعيتيّن إسبانيتين”، وأخرى إيطالية بمخيمات اللاجئين الصحراويين “بتندوف” أكتوبر الماضي، بينما أعلن بالمقابل مسؤوليته عن عمليتي خطف الرعايا الغربيين، في رسالة انتقامية، كما يزعم، إلى السلطات المالية على خلفية اعتقالها لعدد من أتباعه، بينهم “محمد الأمين ولد أمبالة” الذي سلمته “باماكو لنواكشوط” . وادعى البيان بأن الرهينتين الفرنسيين طفيليب فردون، وسارج لازاريفيك” المختطفين، جاسوسان عميلان للمخابرات الفرنسية. وبرر التنظيم عمليات الخطف التي طالت فرنسيين، وغربيين بمالي، بما وصفها بالعمليات المتكررة، إزاء تواصل السياسة الحمقاء للرئيس “ساركوزي” في منطقة الساحل، كما اعتبر البيان “نظام باماكو” متورطاً وراضخاً لضغوط الفرنسيين والأمريكيين، وتسخيره لمطار “منكة” كقاعدة جوية ينطلقون منها لتنفيذ هجماتهم. وفي السياق نفسه، صرح وزير الشؤون الخارجية في “بوركينا فاسو”، بأن حكومته تجري مفاوضات من أجل إطلاق سراح رهائن أجانب يحتجزهم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. وتبنى التنظيم الإرهابي اختطاف الأوروبيين الخمسة، يوم 8 ديسمبر، في رسالة إلى مكتب “فرانس برس” في الرباط بالمغرب. وجاء في بيانه: “ستعرفون قريبا مطالبنا الموجهة إلى فرنسا ومالي”.
من جانب آخر، رفضت الجزائر السماح لطائرات من دون طيار فرنسية ، وأمريكية بالتحليق فوق الصحراء الجزائرية في إطار مهام لمنع تهريب السلاح من ليبيا، ومراقبة نشاط الجماعات المسلحة الموالية لفرع تنظيم القاعدة في الساحل بشمال مالي. وتنطلق وحدات استطلاع جوي من قاعدة لطائرات من دون طيار فرنسية، وأمريكية في موقع سري في الصحراء الليبية. وتشير المعلومات إلى أن طائرات استطلاع أمريكية تعمل على مسح هذه المناطق باستمرار في إطار التحقيق حول تهريب السلاح الليبي ومطاردة الجماعات الإرهابية. وكشفت المصادر بأن القوات الجوية الفرنسية دعمت طائرات الاستطلاع المتمركزة في الصحراء الكبرى في تشاد وليبيا بطائرات بعيدة المدى من نوع ”إيتان” المصنعة من طرف شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وتعمل في القوات الجوية الفرنسية، ويصل مدى هذه الطائرة إلى 4000 كلم، ويمكنها تغطية الصحراء الكبرى في مهمات مسح ومراقبة جوية.