لم يجد تقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار (ماس) عن وجهات السعوديين السياحية في آخر إجازة، قبولاً لدى الرأي العام أو العاملين في القطاع، بعد أن وضع الإمارات التي تعد بمثابة مزار دائم لمعظم العائلات السعوديةبعد البحرين التي لا تزال تعالج أوضاعها الأمنية والسياسية، والكويت التي لا تعد مغرية سياحياً. واعتبر عاملون في القطاع التقرير الإحصائي ل«ماس» غير منطقي، متسائلين عن الجهة التي تستند الهيئة على أرقامها في إصدار مثل هذه الإحصاءات المفتقدة إلى الدقة. وقال رئيس مجموعة الطيّار للسياحة والسفر الدكتور ناصر الطيّار، إن القطاع يعيش مشكلة مع مثل هذه الإحصاءات، إذ تتضارب الأرقام وتؤخذ من غير مصادرها، مطالباً بضرورة استقاء مثل هذه المعلومات من مصادرها التي تشمل مركز المعلومات الوطني وإدارة الجوازات. وأضاف: «نجد مثلاً أن مركز معلومات الهيئة يقول إن السعوديين الذين زاروا دبي في العام 2011 لا يزيد على مليون سائح سعودي، بينما تقول السفارة السعودية هناك بأنهم تجاوزوا 10 ملايين، هنا تضارب واضح واختلاف بين هذه الأرقام والإحصاءات، ثم يأتي «ماس» من جديد ويعلن لنا هذا الإحصاء غير المنطقي». ولفت الطيّار إلى أنه من المفترض أن تكون الإمارات متصدّرة لوجهات السعوديين في إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، بالنظر إلى حجوزات الطيران ورحلاته الكثيرة إلى هناك، سواء المجدولة أو الإضافية والتي تزيد يومياً على 21 رحلة. وتابع : «من شدة زحام السياح هناك لم نكن نجد للسعوديين أماكن للسكن في دبي، فكنا نحجز لهم على الإمارات الأخرى وتتصدرها الشارقة، مواطنونا توافدوا بأعداد كثيفة على الإمارات، وهذا ما يجعلها في المرتبة الأولى خلافاً لما جاء في التقرير». وحول ما جاء في التقرير عن مصروفات السائح السعودي، أوضح الطيّار أن التقرير حدّد معدل هذه المصروفات ب3000 ريال، وهو أمر غير منطقي إذا ما احتسبت معه كلفة التذكرة والسكن، مبيناً أن معدل المصروفات الحقيقية للسائح السعودي في عشرة أيام لا يقل عن 10.000 ريال للفرد. من جهته، أكد بدر العيّار أحد السائحين السعوديين في دبي خلال الإجازة الماضية، أن المدينة غصت بالسعوديين حتى لا تكاد تذهب إلى مكان إلا وتجدهم فيه، مبيناً أن زحامهم الشديد رفع من قيمة السكن وتسبب في ندرته. وأضاف: «لذا لا أجد تقرير «ماس» منطقياً، فالبحرين ما زالت الأوضاع الأمنية فيها تحتاج إلى معالجة، وما زالت هناك استهدافات طائفية، ويتم تحذير السعوديين من الذهاب إليها حالياً، والكويت لا يذهب لها السعوديون بكثافة تماثل دبي التي بالتأكيد كانت هي الوجهة الأولى للسعوديين، إلا إذا كان «ماس» يرى غير الذي يراه الآخرون». وكان «ماس» كشف في تقرير له أول من أمس، عن مغادرة 486505 سائحين سعوديين للمملكة، أنفقوا 1.65 بليون ريال، بمتوسط إنفاق 3394 ريالاً للسائح، فيما بلغ عدد القادمين إلى المملكة 616586 شخصًا أنفقوا نحو 1،48 بليون ريال، بمتوسط إنفاق 1862 ريالاً للشخص الواحد. وأوضح التقرير الذي يقول إنه يعتمد على الأرقام الرسمية لأعداد المغادرين عبر جميع منافذ المملكة، أن البحرين كانت أكثر الوجهات السياحية استقبالاً للسياح السعوديين المغادرين بأكثر من 145 ألف سائح، تلتها الكويت ب91 ألفاً، فالإمارات ب80.8 ألفاً، وفيما يخص القادمين للمملكة (من غير السعوديين والذين دخلوا البلاد عبر منافذ المملكة مع دولهم) فتصدرت الإمارات قائمة الداخلين عبرها ب 92133 ألفاً، فالبحرين ب85905 فالكويت ب77875 ألف شخص.