كامرأة سعودية يعد دخول الملاعب الرياضية وحضور مباراة كرة قدم لفريقها المفضل، حدثاً مهماً تدونه ضمن منجزاتها الشخصية وأكثر المواقف إثارة في حياتها، وهي بالتأكيد عندما تدون اليوم والتاريخ، لن تكتب أن المكان هو أستاد الملك فهد ولا ملعب عبدالله الفيصل ولا حتى الوقوف ضمن جمهور أحد مباريات الحواري في الحارة التي تقطنها، في ظل المنع التام لدخول المرأة إلى الملاعب الرياضية، الذي بقي سارياً على رغم القدرة على إزالة جميع الحواجز بفرض الضوابط الأمنية والاجتماعية كقانون رسمي يحرم خرقه أو عدم تطبيقه تحت أي مبرر، ذلك أننا للأسف ما زلنا نتردد في كثير من الأشياء من دون سبب مقنع «دينياً» على الأقل، وهو الوتر الذي طالما عزف عليه كل من يرفض لمجرد الرفض ووجد به أذناً صاغية.. في خارج السعودية، تجد العوائل والنساء الفرص متاحة وبمنتهى السهولة والسلاسة فرادى أو جماعات في ملاعبها في خصوصية يحب الجميع التلذذ بها، وعند دخولهم لا نجد أنهم محط اهتمام أحد أو تحت حماية أمنية بحرس خاص أو بتقصد الحركات والسكنات، فهم كغيرهم في المكان وفي متابعة الأحداث التي تجري على أرض الملعب، لكن من يضخم هذا الوجود - للأسف - هم مصورونا الذين ينشغلون بالمشجعات السعوديات هناك أكثر من انشغالهم بالعمل الذي ذهبوا من أجله وهو تغطية المباريات، وكل يحاول أن ينفرد بأكبر عدد من الصور لصحيفته الإلكترونية أو الورقية، وجل اهتمامهم اقتناص مظاهر الانفعال والفرح لهن، كأن المرأة السعودية عندما تحضر مباراة من كوكب آخر وحركاتها مختلفة عن غيرها، لكنها «اللقافة السعودية» تتجلى في أبشع صورها حتى يظهر للجميع، أن ما فعلته جريمة يجب أن تعاقب عليها بالفضح والتشهير. قد يقول أحد إنني أبالغ في ما يحدث، لكن صدقوني هي الحقيقة وأسألوا مشرفي المنتديات عندما يتوسل لهم البعض للتوسط لحذف الصور التي تظهر أهلهم «زوجاتهم وبناتهم» في الملاعب الخليجية تحديداً، على رغم أنهن بكامل حجابهن وحشمتهن، لكنهن يظهرن في لحظات انفعالية يجدر أن تكون المهنية واحترام الخصوصية حاضرتين فيها من لدن مصورينا الأعزاء لكنها لا تحدث. الأربعاء في دبي كنت ضمن حضور مباراة الهلال والشباب الإماراتي، ولكني توجست خيفة أن تبدر مني أية حركة أجد بها صورتي على الملأ لمجرد أني سعودية، فبديت في المدرج عينين تنظران في كل اتجاه، لكني لا أتحرك، فقتلت متعة دخولي للمرة الأولى في حياتي إلى الملاعب، كما قتلها الهلال بأدائه السيئ ونتيجته المحبطة. [email protected] @monira