قبل الختام بثلاث جولات ثارت عواصف في اتجاهات عدة، لكن محورها شيء واحد، كان حديث الشارع والإعلام بل وحتى الرجل العادي، ألا وهو تحكيم الجولات الثلاث من دوري زين... مرت الأولى منها بهدوء تام، على رغم أنها كانت الأشد بخليل جلال الذي كان جليلاً فعلاً، وهو يحفظ هيبة الحكام السعوديين في أصعب مباراة يقودها ربما في حياته الرياضية، فقد كان تحت المجهر الدقيق من طرفي التنافس في الصدارة الملتهبة بالفارق الضئيل. ولكنه نحج فيها بامتياز الكبار الذين يتسامون عن مواطن الشبهة والظن وسطوة الميول التي سمع بها القاصي والداني، والكل ينسخ ويلصق ويرسل رابط اعترافات الحكم بميوله، كأنه أتى ذنباً لا يغتفر.. وجريمة يجب بسببها أن ينحى عن قيادة أي مباراة ليس لفريقه الذي يميل إليه، بل كل ما يمت للمنافسة معه بصلة. وكان جلال نجم الجولة الوضاء، مقارنة مع الأجنبي الذي أدار لقاء الأهلي بالاتحاد، الذي ما زالت الاستعانة به ومن على شاكلته من أشباه الحكام الأجانب، كوارث إدارية تتحملها الجهة التي أحضرتهم، وما حدث من حكم لقاء الهلال بالنصر، لا يفعله ليس الحكم المبتدئ فقط بل من تحضره فرق الحواري للتحكيم «فزعة»، فلا هو يندرج تحت بند عدم التمركز أو سوء التقدير أو عدم وضوح الرؤية أو حتى قلة الخبرة، لكنه يمكن أن يسمى «عدم وعي».. ومع ذلك قبض فلوسه ومشى من دون أي نقاش أو حساب أو شرح لأخطائه البليدة، كخدمة شخصية له حتى لا يكررها عندما يعود إلينا مرة أخرى، لأننا للأسف لا نستعين إلا بالمتردية والنطيحة من الحكام الأجانب. بعد أن هدأت العواصف وزالت الشكوك وسوء النية في الحكم السعودي ولم يحدث ما توقعوا، فلم نر ظلماً ولا تقصداً أو استفزازاً أو حتى تغاضياً من الحكم عن بعض الأخطاء لطرفي اللقاء.. هل يبادر من حشد الحشود وأعطى للناس انطباعاً مسبقاً عما سيجري في أرض الملعب بالاعتذار للحكم والإشادة بعطائه وتميزه، وهذا حقه ليس لأحد فيه منة أو فضل، فكما أشبعوه غمزاً ولمزاً يجب أن ينصفوه؟ لا أظن ذلك سيحدث، بل أتوقع أن الجولتين القادمتين من الدوري ستشهد فصولاً أخرى من الكلام المكرر حول التحكيم ودوره في حسم بطولة الدوري لطرفي التنافس الشباب والأهلي، وهي حالة تحدث لأول مرة هذا الموسم، «يبدو أن الهلال وهو يتصدر لوحده في ما مضى كان يغلق أبواباً كثيرة مالية ونفسية». [email protected] @monira