علمت «الحياة» أن الانتخابات الداخلية لحركة «حماس» في غزة انتهت، بينما لم تبدأ في الخارج، رغم أن من المفترض أن تجرى في كل من الداخل والخارج بالتوازي والتزامن، ومن المقرر أن تفرز مكتباً سياسياً جديداً للحركة ورئيساً جديداً لكل من المكتب السياسي ومجلس الشورى ينتخبه شورى الحركة. في السياق ذاته، نفى قيادي بارز في «حماس» ما تردد عن وجود انقلاب داخلي في الحركة على رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل تقوده قيادات «حمساوية» داخل غزة، مكتفياً بالقول: «هذا كلام فاضي لا يستحق التعليق». كما رفض الخوض في النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات في غزة، وكذلك عن أسباب تأخر إجراء انتخابات الحركة في إقليم الخارج. في غضون ذلك، اتهم مسؤول العلاقات الدولية في «حماس» أسامة حمدان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بتعطيل المصالحة، وقال إنه «في حل من إعلان الدوحة»، مشيراً إلى قراره إجراء تعديل وزاري على حكومة سلام فياض في رام الله، ووصف هذا الإجراء بأنه «غير قانوني وينافي المنطق، إضافة إلى أنه يعطل المصالحة». وأضاف حمدان ل «الحياة»: «أدعو أبو مازن لأن يبدأ بمباشرة عمله كرئيس وزراء مكلف»، معتبراً أن الإجراء الذي ينوي اتخاذه بالتعديل الوزاري مؤشر سلبي يتعارض مع اتفاق المصالحة الموقع في مصر والذي يعتبر أن حكومة فياض في رام الله هي حكومة تصريف أعمال (أي غير قانونية). ورأى حمدان أن «خطوة التعديل الوزاري المرتقبة هي استخفاف بالعقول، بل صفعة موجهة الى الشعب الفلسطيني ... لأنها تعني أن هناك فئة متنفذة تفعل ما تريده في الوقت الذي تريده من دون الالتفات الى مصالحه الوطنية أو وضع اعتبار لها». وقال: «اتفاق القاهرة أفرز تشكيل حكومة توافق وطني خلال الفترة الانتقالية، وإعلان الدوحة كلف أبو مازن تشكيلها، وتقاعسه (أبو مازن) عن القيام بهذا التكليف هو تحلل من إعلان الدوحة». وتساءل حمدان مستنكراً: «ما أسباب عدم شروع أبو مازن في إجراء مشاورات من أجل تشكيل حكومة التوافق الوطني طبقاً لاتفاق القاهرة وإعلان الدوحة؟»، مرجحاً أن يكون هذا الأمر متعمداً استجابة لشرط اسرائيلي، وقال: «ربما أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اشترط عدم تشكيل حكومة التوافق الوطني في مقابل استقبال الوفد الفلسطيني برئاسة فياض الذي يحمل رسالة أبو مازن». واضاف: «اعتقد ان استلام نتانياهو لهذه الرسالة التي طال انتظارها وباتت تعرف بأم الرسائل، مرهون بعدم تشكيل أبو مازن للحكومة». وفي شأن ما تردد من ان عباس يرهن تشكيل الحكومة ببدء لجنة الانتخابات عملها في غزة، قال: «هذا شرط غير منطقي ... من يريد مصالحة حقيقية لا يقبل بوضع شروط مسبقة لتشكيل الحكومة إلا لو كانت لديه نية مسبقة لتعطيلها». ورأى أن وضع مثل هذه الشروط هو محاولة للتهرب من استحقاقات المصالحة وتبعهاتها. وزاد: «فليشكل أبو مازن الحكومة أولاً ... فإذا كانت لجنة الانتخابات المركزية ما زالت معطلة، فليعطي تعليماته ويلزمها القيام بمهامها وفق الصلاحيات الممنوحة له»، مؤكداً أن «لا يوجد أي مبرر حقيقي لعدم تشكيل الحكومة سوى المماطلة». في سياق آخر، يصل إلى القاهرة اليوم وفد رفيع من «حماس» يضم القيادييْن البارزين محمود الزهار وعماد العلمي.